حذرت كابول أمس من أن الحوار مع حركة «طالبان» لن يمر إلا عبر قنوات الحكومة الأفغانية فقط، بالتزامن مع إعلانها انخفاض حدة التوتر مع واشنطن بسبب «الحرب على الإرهاب» مع زيارة الموفد الأميركي ريتشارد هولبروك، فيما أعرب حلف شمالي الأطلسي عن قلقه من مغامرة باكستان عبر خلقها جنة آمنة للمتطرفين الإسلاميين في منطقة القبائل.ونفى المتحدث باسم الرئيس الأفغاني، همايان حميد زاده، اطلاعه على تقارير تحدثت عن قيام جنود دنماركيين بالحديث مع حركة «طالبان»، وقال بلهجة تحذيرية «إنّ سياسة حكومة أفغانستان، هي أن المحادثات أو الحوار ستجري عبر الحكومة، لا عبر الدول الصديقة التي لها قوات في أفغانستان».
وكان ضابط دنماركي قد أعلن في حديث نشرته صحيفة «جيلاندز بوستن»، أن «طالبان كانت ممثلة خلال محادثات الجنود مع زعماء القبائل الأفغانية». وأضاف: «علينا تكثيف الحوار، والتفاوض مع طالبان إذا ما أردنا تحقيق السلام في أفغانستان، لأنه ليس بإمكاننا القضاء على العدو». وحول زيارة هولبروك، رأى زاده أنّ زيارة الموفد الأميركي السبت الماضي «خطوة كبيرة نحو تطوير العلاقات وتقويتها». وأضاف: «مع تعيين السيد هولبروك وزيارته للمنطقة، سُوِّيَت معظم القضايا ونسعى إلى مراجعة الحرب على الإرهاب».
ونقل هولبروك طمأنات إلى الرئيس حميد قرضاي من إدارة الرئيس باراك إوباما بشأن إمكان مشاركة كابول في مراجعة الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان. ويتوقع وصول فريق أفغاني إلى واشنطن في وقت لاحق هذا الشهر للمشاركة في هذه المراجعة.
وكان قرضاي قد أقرّ في وقت سابق هذا الشهر بوجود «توتر بسيط» مع أقرب حلفاء أفغانستان، بسبب سقوط قتلى في صفوف المدنيين، الأمر الذي أشار إليه أيضاً تقريرٌٌ للأمم المتحدة صدر أمس، وأوضح أنّ من بين 2118 مدنياً قتلوا بسبب عمليات التمرد العام الماضي، 39 في المئة منهم قتلوا بنيران القوات الأفغانية والقوة الدولية ومعظمهم في ضربات جوية.
في هذه الأثناء، حذّر حلف شمالي الأطلسي من توقيع باكستان اتفاقاً لفرض تطبيق الشريعة الإسلامية، ووقف الهجمات العسكرية في منطقة وادي سوات. وقال المتحدث باسم الحلف، جايمس أباثيوراي، «إنّ الأطلسي لديه 55 ألف جندي على الحدود مع باكستان، وغالبيتهم تعرضوا لاعتداءات من مقاتلي حركة طالبان وتنظيم القاعدة»، الذين يتخذون من شمال غرب باكستان ملاذاً لهم. وأضاف أن الاتفاق «هو أمر بالتأكيد يدعو إلى القلق. علينا الحذر من وضع يحظى فيه المتطرفون بجنات آمنة. وليس تشكيكاً في حسن نية باكستان، من الواضح أن المنطقة تعاني بصورة سيئة من المتطرفين، ولا نريد أن تزداد الأمور سوءاً».
(أ ب، أ ف ب)