أتى تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير بشأن إيران مشابهاً لما سبقه من تقارير، لجهة التركيز على استمرارها في عمليات تخصيب اليورانيوم، وتكرار أسطوانة «عدم التعاون» لإجلاء النقاط الغامضة بشأن عسكرة برنامجها النوويأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير صدر أمس في العاصمة النمساوية فيينا، أنه «خلافاً لقرارات مجلس الأمن (الدولي)، لم توقف إيران أنشطتها المتعلّقة بتخصيب اليورانيوم»، مشيرة إلى عدم تعاون طهران مع المفتشين الدوليين بخصوص المسائل العالقة بشأن عسكرة برنامجها النووي.
وأضاف التقرير «نأ~سف لأنه بسبب استمرار إيران في عدم التعاون مع الوكالة في المسائل التي لا تزال عالقة والأمور التي تثير القلق من وجود أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج الإيراني، لم تتمكن من تحقيق أي تقدم جوهري بشأن هذه النقاط».
وأشار تقرير الوكالة إلى أن إيران أبطأت بدرجة ملحوظة التوسع في برنامجها لتخصيب اليورانيوم المثير للنزاع، وزادت عدد أجهزة الطرد المركزي التي تعالج اليورانيوم بمقدار 164 جهازاً على 3800 جهاز في تشرين الثاني، وهي زيادة غير مهمة.
وقال التقرير أيضاً إن إيران رفضت السماح لمفتشي الوكالة التابعة للأمم المتحدة بإجراء فحص لتصميم مشروع مفاعل آراك الإيراني الذي يعمل بالماء الثقيل في كانون الثاني، وشيّدت قبة فوقه لتمنع الأقمار الصناعية من التقاط صور للمنشأة.
وكان المدير العام لوكالة الطاقة محمد البرادعي قد ذكر في باريس، الثلاثاء الماضي، أن إيران لا تزال غير متعاونة مع مفتّشي الوكالة التابعة للأمم المتحدة، مشيراً إلى عدم زيادة إيران عدد أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم، كما أعلنت طهران أكثر من مرة.
وفي جنيف، أعلن مندوب إيران لدى الأمم المتحدة علي رضا معيري أن الضمانة الوحيدة لوقف تهديد البرامج النووية هو القضاء على الأسلحة الذرية. وقال، في مؤتمر عن نزع التسلح، والذي تشارك فيه 65 دولة عضو في معاهدة حظر الانتشار النووي، «وجود الأسلحة النووية يعني ببساطة أن كل الدول ستبقى تعيش في حال دائمة من انعدام الأمن». وأضاف «الهدف الأول لمؤتمر نزع التسلّح ينبغي أن يكون إزالة مصدر انعدام الأمن، وتأسيس عالم خال من الأسلحة النووية».
وتابع المسؤول الإيراني أن «طهران تدعم بدء المحادثات بشأن معاهدة وقف المواد الانشطارية لحظر منتجات البلوتونيوم واليورانيوم العالي التخصيب الذي يمكن استخدامه في صناعة قنابل نووية.
وأكد معيري أن بلاده تدعم أيضاً المفاوضات المتعلّقة بمنع سباق التسلّح في الفضاء الخارجي، بطريقة قانونية ملزمة، لضمان الأمن من خلال دول غير مسلّحة نووياً.
وفشل مؤتمر جنيف في التوصل إلى اتفاق ضروري من أجل إطلاق محادثات بشأن أي قضية، منذ الاتفاقات الدولية بشأن منع الأسلحة الكيماوية والتفجيرات النووية تحت الأرض في عام1990.
من جهة أخرى، قام وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد مصطفى محمد نجار، أمس، بزيارة قيادة القوات العسكرية والصناعات البحرية الروسية في سان بطرسبورغ.
ويقوم نجار بزيارة إلى روسيا منذ الاثنين الماضي بهدف تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين، ولمناقشة إمكان توريد منظومة صواريخ دفاعية روسية جوية من طراز «أس ـــــ 300»، تم الاتفاق عليها سابقاً بين موسكو وطهران، إلى ايران.
(أ ف ب، رويترز، مهر)