h1>لندن تكشف عروضاً من طهران لواشنطن للتخلّص من «طالبان» وصدّامرغم التقارير الدولية التي تدين برنامج إيران النووي، وتلك المعلومات التي تُسرّب عن نشاطاتها «التسليحية» عبر البحار، يبقى الحديث عن حوار مرتقب بين واشنطن وطهران ممكناً، وخصوصاً في ظل ما كشفه مسؤول بريطاني عن تعاونها مع واشنطن للقضاء على «أعدائها»
ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن السفينة الإيرانية المحتجزة في ميناء ليماسول القبرصي منذ ثلاثة أسابيع محمّلة بكميات كبيرة من الذخيرة والمواد المتفجرة لتسليمها إلى سوريا وبعضها إلى حزب الله.
وأضافت الصحيفة أنها حصلت على تقريرين «سريّين»، أحدهما أعدّته السلطات القبرصية والآخر أميركي، وتم تسليمهما أخيراً إلى لجنة العقوبات على إيران التابعة لمجلس الأمن الدولي.
وشمل تقرير الحكومة القبرصية تفاصيل عن محتويات 98 حاوية كانت محمّلة على السفينة «مونتشغورسك» وتمت مصادرتها، فيما شمل التقرير الأميركي صوراً «توثّق» محتويات قسم من الحاويات بعدما دقّق فيها طاقم من الأسطول السادس الأميركي الذي صعد إلى متن السفينة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن قسماً من هذه المواد الخام كان متجهاً على ما يبدو إلى حزب الله في لبنان. وقال خبراء عسكريون إسرائيليون إن حمولة السفينة شملت 700 طن من المواد المتفجرة المعدة لتصنيع قذائف للدبابات والمدفعية و120 برميلاً مليئة بالأعيرة النارية لبنادق كلاشنيكوف ومواد لتصنيع قذائف هاون، مشيرين إلى أنه كان ينبغي أن تصل إلى الصناعات العسكرية السورية عبر ميناء اللاذقية.
وقدّر الخبراء الإسرائيليون أن هذه المواد ليست معدّة لتصنيع قذائف صاروخية أو صواريخ، وأن محتويات هذه الشحنة خالية من أية مواد من شأنها أن ترفع مستوى الخطر الاستراتيجي على إسرائيل.
ووصفت الصحيفة ضبط السفينة بأنه «إنجاز ينطوي على أهمية بالغة لأنه يكشف الدهاء في عمليات تهريب الأسلحة من إيران والجهود التي تبذل لإخفاء ذلك».
من جهة أخرى، كشف دبلوماسي بريطاني أن إيران عرضت التعاون مع الولايات المتحدة لإسقاط نظام طالبان وإبعاد تنظيم القاعدة في أفغانستان وإطاحة نظام صدام حسين في العراقونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أمس، عن مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة، جون سوارز، في برنامج وثائقي ستبثه قناتها التلفزيونية الأولى اليوم، قوله إن الإيرانيين لم يعترفوا فقط بتورّطهم في الهجمات ضد القوات البريطانية بواسطة القنابل المزروعة على جوانب الطرق في العراق، لكنهم قدموا أيضاً عرضاً مدهشاً لإنهاء هذه الهجمات مقابل توقف الغرب عن مساعيه الرامية إلى عرقلة برنامجهم النووي.
وأضاف سوارز «أن مسؤولين إيرانيين كثيرين جاؤوا إلى لندن واقترحوا علينا تناول الشاي في بعض الفنادق أو الأماكن الأخرى وفعلوا الشيء نفسه في باريس وبرلين، وقمنا بعد ذلك بمقارنة المقترحات التي عرضوها على الدول الثلاث».
وذكرت المحطة أنه «في أعقاب هجمات أيلول 2001، عرضت طهران التعاون على نحو وثيق مع الولايات المتحدة لإسقاط حركة طالبان وإبعاد تنظيم القاعدة عن أفغانستان وقدمت معلومات استخبارية دقيقة تحدد بدقة مواقع مقاتليهما لقصفها».
وذكر برنامج «بي بي سي» أن الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي عرض التعاون مع واشنطن حيال العراق لإطاحة نظام صدام حسين الذي اعتبره عدوّاً لإيران أيضاً، لكن العلاقات تدهورت بين البلدين بعد اتهام الرئيس الأميركي السابق جورج بوش طهران بأنها جزء من «محور الشر».
وحسب البرنامج الوثائقي، لم تقد المفاوضات التي تمت بمبادرة من الأوروبيين في النهاية إلى أي نتيجة.
وفي ردود الفعل على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي أفاد بأن طهران ماضية بتخصيب اليورانيوم، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جوردون دوغويد للصحافيين في واشنطن «إننا نعتبر هذا التقرير فرصة أخرى مهمة لمعالجة المخاوف الدولية». وأضاف «لا يمكن للمجتمع الدولي أن يشعر بالثقة بأن البرنامج النووي لإيران ذو طبيعة سلمية خالصة».
في المقابل، قال سفير إيران لدى وكالة الطاقة، علي أصغر سلطانية، إنه لا يرى أي تباطؤ في جهود إيران النووية لأنه «يجب أن تروا الصفقة بالكامل» بما في ذلك التجارب في وحدة تجريبية لنموذج متقدّم من أجهزة الطرد المركزي قادرة على تخصيب اليورانيوم على نحو أسرع كثيراً. ورفض الاتهامات بعدم التعاون مع الوكالة، قائلاً إن إيران ليست ملزمة قانوناً أن تفعل ذلك.
إلى ذلك، قال قائد القوات البحرية الإيرانية، العميد حبيب الله سياري، إن «قائد الثورة الإسلامية (علي خامنئي) أوعز إلى قواتنا البحرية أن تحضر في المياه الدولية الحرّة التي تشهد حضوراً مماثلاً لدول أخرى، وذلك من أجل الحفاظ على مصالح إيران ولكي يرفرف العلم الإيراني هناك».
(يو بي آي، أ ف ب)