Strong>أردوغان يكشف طلباً إيرانيّاً لوساطة مع واشنطن والجيش الأميركي يتحدّث عن اتصالات بحريّة«انتصر الخيار النووي الايراني رغم التحديات والضغوط الأميركية والغربية». هكذا وصفت طهران التجربة «الناجحة» التي أجرتها أمس على أول محطة كهروذرية في مدينة بوشهر جنوب البلاد. تجربة تحققت بعد مماطلة وضغوط طال أمدها، خلال أكثر من أربعة وثلاثين عاماً

طهران ــ محمد شمص
أكد رئيس الوكالة الذرية الايرانية، غلام رضا آغازاده، بعد إطلاق المرحلة الأولى من تجربة مفاعل بوشهر الكهروذري التي تمت بحضور نظيره الروسي سيرغي كيريينكو، أن «على الغرب القبول بالحقائق الموجودة والتعايش مع إيران النووية، وإذا رفض ذلك فلن يتغير شيء وستبقى إيران نووية. أمّا إذا اعترف الغربيّون بالوقائع الجديدة فهذا في مصلحتهم».
وقال آغازادة إن التجارب الفنية على محطة بوشهر «تستمر عادة أربعة الى ستة أو سبعة أشهر. وإذا جرت على ما يرام فقد تكون هذه الفترة أقصر»، واعداً بتشغيلها كاملة في الموعد المقرر ووضعها في الخدمة في مهلة قصيرة هذا العام، على أن يواصل الروس تشغيلها في السنة الأولى ثم تُسلّم للمهندسين الايرانيين بالكامل، حسب الاتفاق بين الطرفين.
من ناحية ثانية، قال آغازادة «لدينا حالياً 6000 جهاز طرد مركزي تعمل في (مفاعل) نتانز (في أصفهان وسط إيران) وسنزيد من نشاطنا لتركيب المزيد بحلول نهاية العام الفارسي» في آذار 2010، مشدداً على أن «نشاطاتنا ستستمر حسب المخطط بامتلاك خمسين ألف جهاز طرد مركزي».
أمّا رئيس الوكالة النووية الروسية سيرغي كيريينكو، الذي بدا متفائلاً بنجاح تجربة محطة بوشهر، فقد أشار من جهته، الى أن هذا المشروع هو نموذج للتعاون النووي السلمي بين روسيا وإيران، موضحاً أنه يعمل تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالكامل. وأضاف أن «هذا المشروع المشترك والشفافية المعلنة حوله، هما رد واضح على كل من يظن أن هذه النشاطات تؤدي الى إنتاج أسلحة نووية».
وأوضح كيريينكو أنه بحث مع نظيره الإيراني مواضيع عديدة على علاقة بتشغيل محطة بوشهر، مشيراً إلى أن «تشغيل المحطة سيكون رهناً بتسوية هذه المشاكل». وقال «بحثنا اتفاقاً يقضي بمد المحطة بالوقود لـ10 سنوات».
وفي السياق نفسه، أوضح المهندس الإيراني في محطة بوشهر، محسن شيرازي، للصحافيين، أن التجربة الفنية التي بدأت قبل عشرة أيام شملت الأجهزة الأساسية في المحطة، ولا سيما عمليات التسخين والتبريد، واستُخدِم فيها الوقود المجازي أو الرصاص وذلك بغية توفير شروط السلامة حسب القوانين الدولية على أن يُستخدم الوقود النووي في مرحلة متقدمة لإنتاج ألف ميغاوات من الطاقة الكهربائية.
في المقابل (يو بي آي، أ ف ب، رويترز)، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، تعقيباً على بدء تجربة تشغيل مفاعل بوشهر، إن «سياسة إسرائيل واضحة، فنحن لا نزيل أي خيار عن الطاولة في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني».
وأضاف باراك، الذي كان يتحدث في ندوة نظمتها أكاديمية هرتسيليا (وسط)، أن «إسرائيل تنظر إلى التقارير من بوشهر على أنها مرحلة في نشوء تهديد وجودي بالغ الأهمية» على إسرائيل. وأشار إلى أن «لروسيا دوراً عاماً في ممارسة الضغوط على إيران، والعقوبات ستكون عديمة المسؤولية من دون مشاركة روسيا».
من جهة أخرى، كشف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» البريطانية أجرتها معه على الطائرة التي كانت تقله الى ماردين (جنوب شرق تركيا)، أن إيران طلبت من أنقرة مساعدتها على إعادة العلاقات مع الولايات المتحدة.
وأوضح أردوغان أن مسؤولين إيرانيين تقدموا بهذا الطلب في عهد الرئيس جورج بوش، مؤكداً أنه نقل الرسالة الإيرانية الى البيت الابيض. وقال إن «إيران تريد فعلاً أن تؤدّي تركيا دوراً كهذا»، مضيفاً «إذا كانت الولايات المتحدة تريد ذلك ايضاً وإذا طلبت منا أن نلعب هذا الدور فنحن مستعدون للقيام بذلك. لقد قالوا (الايرانيون) لنا إنه إذا حصل أمر كهذا (فرصة لقيام علاقات أفضل) فإنهم يريدون أن يكون لتركيا دور».
وأوضح أردوغان «هذا كلام قيل علناً وقد أبلغت الرئيس بوش بذلك شخصياً». لكنه لم يوضح ما إذا كان قد حصل على رد من الإدارة الأميركية على اقتراحه.
الى ذلك، أعلن نائب قائد الأسطول الأميركي الخامس، الأميرال وليام جورتني، أن البحرية الأميركية لم تتلقّ معلومات تفيد بأن إيران بدأت في بناء قواعد بحرية جديدة مقررة عند الجهة الشرقية من الخليج. وأضاف أن تغيّر القيادة في الجانب الإيراني، لم يكن له أي تأثير سلبي على الاتصالات اللاسلكية بين سفن البحرية الإيرانية والأميركية، التي تنسق المرور عبر مضيق هرمز. وقال «نحن نتواصل من على ظهر السفن وما زلنا نفعل ذلك».