اجتاحت باكستان، أمس، تظاهرات احتجاج ضد قرار المحكمة العليا بعدم أهليّة رئيس الوزراء السابق نواز شريف وشقيقه شهباز لخوض الانتخابات، وهو قرار وصفه شريف بأنه «غير ديموقراطي»، في وقت قام فيه الجيش بمحاولة للحؤول دون انجرار الأمور إلى مواجهات عسكرية. وذكر تلفزيون «جيو» أن عدة مدن باكستانية شهدت تظاهرات احتجاج على قرار المحكمة العليا، الذي نظر في استئناف الشقيقين شريف ضد حكم سابق يمنعهما من خوض الانتخابات، إثر إدانتهما في قضية استهداف طائرة قائد الجيش برويز مشرّف عام 1999. وتركّزت التظاهرات في مدن إقليم البنجاب، الذي يرأس شهباز حكومته، وفي مقدمها العاصمة لاهور ومدينة فيصل آباد، التي تعدّ ثالث أكبر مدن البلاد، حيث ارتفعت الاحتجاجات وأحرقت الإطارات وأقفلت الأسواق.وتحدث شريف، الذي سيمنعه الحكم من الترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2013، أمام تظاهرة حاشدة في مدينة شيخوبورا، واصفاً القرار بأنه خطوة «غير ديموقراطية» يرفضها الشعب الباكستاني، داعياً إلى احترام موقف الشعب، ومتهماً الرئيس آصف علي زرداري بأنه «خدع الأمة ولم يف بالتزاماته».
ويشار إلى أن نواز تحالف مع زرداري خلال انتخابات شباط الماضي، إلا أن خلافات سياسية ظهرت بينهما، ما جعل نواز وشقيقه يتجهان إلى المعارضة. وأهم هذه الخلافات كان رفض شريف الاعتراف بسلطة أي قاض عيّنه الرئيس السابق برويز مشرف، بموجب قانون الطوارئ الذي فرض في تشرين الثاني 2007، ومطالبته بإعادة القضاة الذين أقالهم مشرف إلى مناصبهم.
وأكد شريف، الذي يتزعم حزب «الرابطة الإسلامية»، ثاني أحزاب البلاد، أن شقيقه شهباز لا يزال رئيس وزراء إقليم البنجاب بموجب الدستور.
من ناحيته، أعرب رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، عن حزنه لقرار المحكمة العليا، محذّراً من أن يستغل طرف ثالث الوضع، إذا لم تتم المصالحة. وأثار قرار المحكمة مخاوف من عودة باكستان إلى اضطرابات تسعينيات القرن الماضي، التي انتهت بسيطرة الجيش على السلطة. وفي محاولتها امتصاص الصدمة، اعتقلت الشرطة الباكستانية ثلاثين نائباً، من نواب برلمان ولاية البنجاب، وأغلقت بوابات البرلمان ونصبت الأسلاك الشائكة حوله لمنع الدخول إليه. واعتقلت أيضاً 15 شخصاً في مدينة كشمير لارتكابهم أعمال عنف وإقفالهم المحال بالقوة.
وقال نائب رئيس برلمان الإقليم، رانا مشهود، إن «الشرطة وضعت النواب في عربات واقتادتهم إلى مكان مجهول».
ويعتزم عدد من المحامين ونشطاء من المعارضة تنظيم تظاهرات في أنحاء البلاد لإدانة قرار المحكمة العليا ضد شريف.
(يو بي آي، رويترز، ا ف ب)