strong>مراجع قمّ يدينون أحداث المدينة المنوّرة ويطالبون الملك السعودي بالتدخّل رغم كل ما يُحكى عن إمكان بدء حوار بين واشنطن وطهران حول العديد من القضايا الشائكة، ولا سيما النووية، لا تزال أوروبا تقف بالمرصاد للنظام الإسلامي، مهددة بعقوبات جديدة، قد يكون الكشف عنها في هذا الوقت على علاقة ببدء تجربة مفاعل بوشهر النووي جنوب إيران

طهران ــ محمد شمص
كشفت صحيفة «فايننشال تايمز»، أمس، عن وثيقة سرية، أعدّتها كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، تتضمّن قائمة من العقوبات المشددة ضد إيران، فيما أثارت أحداث المدينة المنورة الأخيرة بين الشرطة الدينية السعودية وزائري المسجد النبوي، غضب المراجع الدينيين في مدينة قم الإيرانيّة.
وطالب عدد من المراجع الشيعة وزارة الخارجية الإيرانية باتخاذ الإجراءات والخطوات الدبلوماسية اللازمة على المستوى الدولي للضغط على الحكومة السعودية لوقف الأعمال «الإجرامية من قبل قلّة متعصبة من الوهابيين والسلفيّين، وتحديداً هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بحق الزوّار الشيعة من إيرانيين وسعوديين أثناء زيارتهم الحرم النبوي ومقبرة البقيع في المدينة».
وحمّل بيان لآية الله العظمى الشيخ مكارم الشيرازي المسؤولية للحكومة السعودية. وقال البيان «لم تكن المرة الأولى التي يتعرّض فيها الزوّار الايرانيون والشيعة لمثل هذه الاعتداءات».
من جهته، دعا آية الله العظمى صافي الكلبيكاني ملك السعودية عبد الله إلى التدخّل شخصياً في هذه القضية. وقال إن على «الحكومة السعودية عدم الارتهان للمجموعات الوهابية والسلفية التي تسيء الى صورة الإسلام والمسلمين وتنتهك حرماتهم»، محذراً من «عواقب وخيمة». في الشأن النووي (أ ف ب، يو بي آي، رويترز)، أشار المتحدث المساعد باسم وزارة الخارجية الفرنسية، فريدريك ديزانيو، الى أن الاتحاد الأوروبي يملك آلية لتوسيع العقوبات بحق إيران، موضحاً أن «هذه الآلية استُخدمت في حزيران الماضي لإعداد لائحة موسعة للأفراد والكيانات».
وأضاف المتحدّث الفرنسي أن الدول الست المعنية بالملف النووي الايراني (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا)، اتفقت في بداية شباط، «على العمل على (إعداد) المراحل المقبلة على قاعدة مقاربة مزدوجة تقوم على الحوار والحزم».
ونشرت صحيفة «فايننشال تايمز» مضمون وثيقة سرية أعدّتها دول الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، تحدثت عن لائحة عقوبات مشدّدة ضد إيران وغرامات لأول مرة.
وضمت اللائحة 34 كياناً وعشرة أشخاص إيرانيين يعتقد أنهم على صلة ببرنامج الأسلحة النووية والبيولوجية السرية. وبين الكيانات الجديدة المستهدفة، جامعة الشريف للتكنولوجيا، وشركة التأمين الإيرانية، وشركة الشحن الجوي الإيرانية، وستة مصارف بينها «مصرف التجارة»، وأيضاً معهد الرازي للأمصال والتلقيح. وأشارت الصحيفة إلى معارضة كل من إسبانيا والنمسا والسويد واليونان وقبرص، لهذه العقوبات.
وقال التقرير إن جميع الأفراد في العقوبات الأوروبية الجديدة المقترحة، يواجهون عقوبات للمرة الأولى، وبينهم قائد قوة التعبئة «الباسيج» شبه العسكرية ونائبه.
من جهة ثانية، قال مقرّر لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، كاظم جلالي، إن تعيين دنيس روس مستشاراً خاصاً لوزيرة الخارجية الأميركية في شؤون الخليج، «إشارة» الى عدم تغيير مواقف الادارة الأميركية تجاه بلاده. وقال جلالي «كان من الأفضل لو عيّنوا رئيس الكيان الصهيوني (شمعون بيريز) مستشاراً لوزيرة الخارجية الأميركية بدلاً من دنيس روس».
وفي مناسبة التشغيل التجريبي لمحطة بوشهر، أوضح مساعد التخطيط في مؤسسة الطاقة الذرية الايرانية، محمد سعيدي، أن بلاده «تمتلك برنامجاً طويل الأمد لتطوير محطاتها النووية، ولهذا يتعيّن أن توفّر قسماً من وقود المحطات بنفسها»، مؤكداً عدم وجود أي ضمان دولي في ما يتعلق بتوفير الوقود النووي من روسيا.

وأشار المسؤول الإيراني إلى إقامة مؤتمر «دعم فلسطين رمز المقاومة ـــــ غزة ضحية الجريمة»، الذي سيعقد يومي 4 و5 من آذار المقبل في طهران. وكان القرضاوي قد انتقد إيران واتهمها بأنها تعمل على تشييع المسلمين السنة.
(يو بي آي)