خرجت طهران والمنامة من غمار أزمة سياسية مفتعلة كادت تطيح محاولات التقارب الإيراني ـــــ العربي، لولا حكمة الدبلوماسية التي جاءت متأخرة لدى البلدين، بعد مسلسل من التحريض، تواصل على مدى أسبوعين، وانخرطت فيه بعض الدول العربية «المتضامنة» مع البحرين ضد إيرانطهران ــ محمد شمص
أعلن وزيرا خارجية إيران والبحرين، منوشهر متكي وخالد بن أحمد آل خليفة، في طهران أمس، أن البلدين سيحافظان على «علاقات جيدة» بينهما، في تأكيد واضح على انتهاء الخلاف الدبلوماسي الذي طرأ الأسبوع الماضي، بسبب تصريحات إيرانية عُدّت «مسّاً بسيادة» الجزيرة الخليجيّة.
وأوضح المسؤولان، في بيان مقتضب صدر عقب لقائهما، أن الخلاف الدبلوماسي بينهما انتهى. وأنهما ناقشا الأوضاع في العراق وأفغانستان والحوار بين الفلسطينيين.
وقال وزير الخارجية البحريني، إثر لقائه نظيره الإيراني، إن المملكة ستواصل إقامة «علاقات حسن جوار» مع إيران، شاكراً لنجاد إرساله موفده الخاص وزير الداخلية صادق محصولي إلى المنامة الأسبوع الماضي، لتوضيح موقف طهران من القضية.
وقال بن آحمد إنه نقل رسالة من ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، إلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد موجّهة من «أخ الى أخيه». وأضاف «إنها رسالة حسن نية تظهر الاحترام المتبادل بين البلدين. وهذه الرسالة هي رد على كل سيّئي النية الذين يريدون الإضرار بالعلاقات العميقة بين البلدين»، مشيراً إلى أن بلاده تولي أهمية كبيرة للعلاقات مع إيران.
من جهته، قال متكي إن العلاقات بين البلدين يحكمها الاحترام المتبادل، وإن سياسة بلاده تهدف إلى «تعزيز وتعميق العلاقات مع كل دول الخليج الفارسي وخاصة البحرين»، مؤكداً أن البلدين قرّرا «المحافظة على علاقات أخوية وودية».
أمّا الرئيس الإيراني، فقد أكد من ناحيته، للموفد البحريني، أن إيران صديقة لجميع دول المنطقة، وأنها تريد «العزة والازدهار للبحرين تماماً كما لإيران». وحمّل القوى الكبرى التي وصفها بـ «الشياطين»، مسؤولية محاولة تعكير صفو العلاقات الأخوية بين البلدين، مضيفاً إن «جوابنا لهم أنه ينبغي تعزيز علاقاتنا الثنائية لتفويت الفرصة على أعدائنا فهم اليوم أضعف من السابق». وجدّد نجاد دعوته إلى المشاركة والتعاون في إيجاد منظومة أمنية مشتركة لدول المنطقة.
وفي طهران أيضاً، أجرى الرئيس العراقي جلال الطالباني مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين، في إطار زيارة هي السادسة إلى إيران منذ توليه الرئاسة عام 2006.
وتناول خلال محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين، العلاقات الثنائية والأوضاع الأمنية في العراق ونتائج الانتخابات الأخيرة، والعلاقات الأميركية الإيرانية في ضوء دعوات الحوار المتبادلة بين الطرفين.
وأشار نجاد، في مراسم استقبال نظيره العراقي، إلى التاريخ السياسي للرجل في «النضال ضد الإمبريالية». وقال للصحافيين «لا تنسوا أن الرئيس الطالباني هو رمز النضال لخمسين عاماً».
من جهة أخرى، وصف رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني، تشغيل محطة بوشهر الكهروذرية بأنه انتصار آخر لإيران في وجه الحصار. وأكد أن «على الروس أن يفوا بالتزاماتهم في مواعيدها المقررة بشأن المحطة، وإذا لم يفعلوا فإيران وحدها قادرة على إكمال المشروع كما فعلت في عمليات تخصيب اليورانيوم وفي إطلاق القمر الاصطناعي إلى الفضاء». ووصف التقرير الأخير للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، بأنه سيّئ. وأكد أن إيران ليس لديها نية لامتلاك أسلحة ذرية أو تصنيعها، «وهذا الحديث إنما يراد منه زعزعة استقرار المنطقة. وإذا أرادوا التطمينات نثبت لهم ذلك عبر الحوار».


قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن الدولي، سوزان رايس (الصورة)، أول من أمس، إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ستعمل على وقف أي «طموحات نووية إيرانية غير مشروعة». وتوقّفت رايس عند الملف الإيراني في ختام خطاب أمام مجلس الأمن، بعد إشارتها إلى أن الولايات المتحدة تخطّط لبناء «استراتيجيا شاملة» في الشرق الأوسط. وقالت إن الولايات المتحدة «ستسعى إلى وقف طموحات إيران لحيازة قدرات نووية غير مشروعة ووقف دعمها للإرهاب». كلام رايس أثار غضب المندوب الإيراني محمد خزاعي، الذي بعث على الفور برسالة إلى رئاسة المجلس، دان فيها التصريحات الأميركية، مدافعاً عن برنامج بلاده النووي. وأعرب عن «أسفه» لعودة الجانب الأميركي للإدلاء بتصريحات «غير صحيحة».
(يو بي آي)