Strong>لم يستبعد محاكمة سلفه... ونفى إغلاق غوانتانامو خلال 100 يومسُئل الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، بُعيد انتخابه وتلقيه تقارير من الاستخبارات القومية، عمّا إذا كان سيُعدّل من توجهاته إذا اكتشف أن الأوضاع الأمنية تفترض ذلك، فرفض الإجابة رغم الإلحاح عليه؛ اليوم، على بعد خطوات من البيت الأبيض، يبدو أنه يتملّص شيئاً فشيئاً من وعوده

واشنطن ــ محمد سعيد
لم يحسم الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، موقفه من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة بحجة أنه «عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي لا يمكن أن يكون هناك إدارتان»، إلاّ أنّه وعد بتأليف فريق خاص بأزمة الشرق الأوسط يكون قادراً على بدء العمل فور تسلمه مهامه الرئاسية بعد أكثر من أسبوع.
ودافع أوباما عن صمته إزاء الوضع في غزّة في مقابلة مع شبكة «إي بي سي»، أمس، قائلاً إنّه عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي «فإننا لا نستطيع أن يكون لنا إدارتان في الوقت نفسه تبعثان بإشارات متزامنة إزاء وضع متفجر». وأضاف أن فريقه للأمن القومي والسياسة الخارجية يستعد للانخراط في عملية البحث عن السلام في المنطقة فور توليه مهام الرئاسة. وقال: «ما أقوم به الآن هو وضع الفريق الذي سيعمل يوم العشرين من كانون الثاني، بحيث يمكننا العمل منذ اليوم الأول، وسنعمل على خلق نهج استراتيجي يضمن تلبية طموحات كلٍّ من الإسرائيليين والفلسطينيين».
وردّاً على سؤال عمّا إذا كان سيردّ بكل ما لديه من قوة «إذا ما تعرضت ابنتاه لهجوم صاروخي أثناء نومهما» وأنه يتوقع أن يقوم الإسرائيليون بالشيء نفسه، قال أوباما: «أعتقد أن هذا مبدأ أساسي لأي دولة ينبغي لها أن تحمي مواطنيها»، مشيراً إلى أنّ «مقتل المدنيين على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يفطر القلب، وهذا بالطبع يجعلني أكثر إصراراً على محاولة إنهاء الطريق المسدود المستمر منذ عقود».
وفي معرض المقارنة بين نهجه إزاء المنطقة ونهج الرؤساء السابقين، أشار أوباما إلى أنه لن ينسلخ كثيراً عن سياسة بوش، موضحاً أنه «إذا لم تنظر إلى إدارة جورج بوش فقط، بل أيضاً إلى ما حدث في عهد إدارة بيل كلينتون، فإنك سترى خطوطاً عامة لمنهج».
وعن إيران، قال الرئيس المنتخب إنّه لا يزال يعتقد أن «إيران ستكون واحداً من أكبر التحديات التي تواجهنا»، مضيفاً: «علينا أن نتخذ نهجاً جديداً، وقد أوضحت موقفي أن الانخراط هو المكان الذي سنبدأ، والمجتمع الدولي سوف يتبع النهج الذي نتخذه تجاه إيران». ووعد «بمقاربة جديدة قائمة على الاحترام والرغبة بالحوار، وأيضاً على الوضوح في ما نريده بالتحديد».
وعن تنفيذ تعهداته خلال حملته الانتخابية بإغلاق معتقل غوانتانامو، قال أوباما إنّه لا يتوقع أن ينفّذ تلك التعهدات في الـ 100 يوم الأولى من ولايته، وأضاف: «أعتقد أن الأمر سوف يستغرق بعض الوقت». ثم استدرك قائلاً: «لا أريد أن أكون غامضاً بهذا الشأن، إننا سنغلق غوانتانامو وسنعمل لضمان أن الإجراءات التي وضعناها ستكون متطابقة مع دستورنا».
ووجّه أوباما انتقاداً حاداً للإدارة الحالية، قائلاً إنّه لا يستبعد محاكمة حكومة بوش على ما ارتكبته من جرائم، منتقداً نائب الرئيس الحالي، ديك تشيني، لدفاعه عن أساليب التحقيق مع معتقلي غوانتانامو، التي وصفها بأنها غير عادية.
وفي سياق اقتصادي، أعلن الرئيس المنتخب في خطابه الأسبوعي أول من أمس أن تحليلاً لخطته لتحفيز الاقتصاد التي تبلغ قيمتها 800 مليار دولار، يُظهر أنه يمكن إنقاذ أو توفير ما بين ثلاثة ملايين وأربعة ملايين وظيفة في الولايات المتحدة بحلول عام 2010، نحو 90 في المئة منها في القطاع الخاص.
وضمن جدول أعمال أوباما بعد تتويجه رئيساً، ستكون زيارة كندا أول محطّة خارجية. وأعلن مكتب رئيس الوزراء الكندي، ستيفن هاربر، في بيان: «بما أننا كنا على اتصال وثيق مع الفريق الانتقالي لأوباما، فإن في وسعنا التأكيد أنه قبل دعوة رئيس الوزراء لزيارة كندا بعيد توليه زمام الحكم».

والتقى بايدن الرئيس الأفغاني بعد يوم من الاجتماعات مع قادة عسكريين ومسؤولين في الحكومة الأفغانية وممثلين للأمم المتحدة، من ضمنهم الضابط الأعلى رتبة في أفغانستان، دايفيد ماكيرنان الذي شرح له الوضع العملاني، وممثل الأمم المتحدة في أفغانستان كاي إيدي، وناقش معه مسائل الأمن وضرورة تنسيق المساعدة الدولية وإصلاح الشرطة والتعاون الإقليمي وأولويات عام 2009.
وشكر نائب الرئيس المنتخب العسكريين الأميركيين على «تضحيتهم الكبرى» في أفغانستان.
(أ ف ب)