واشنطن ــ الأخباريبدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم الأول لولايته بعقد أول اجتماع مع كبار القادة العسكريين الأميركيين، لبحث تنفيذ تعهّده بسحب القوات الأميركية (المقاتلة) من العراق في غضون 16 شهراً، فيما أبدت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تقبّلها لفكرة إجراء تحقيقات في التجاوزات التي شابت برنامج مكافحة الإرهاب خلال عهد جورج بوش، تمهيداً لمحاكمة من يثبت تورطهم. وقال كبير مستشاري أوباما، ديفيد إكسيلرود، في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية «إي بي سي» في وقت سابق، إن أوباما سيطلب من قادته العسكريين تقديم خطتهم لسحب القوات الأميركية من العراق، مضيفاً «لقد مضى وقت طويل منذ حديث أوباما للمرة الأولى عن الانسحاب من العراق، وأصبحنا الآن في وضع يتفق فيه الجميع على ضرورة أن نضع أقدامنا على طريق الانسحاب من العراق، وسوف تبدأ هذه العملية من اليوم الأول لرئاسة أوباما كما سبق أن وعد بذلك». وعلى المستوى الدولي أيضاً، أشار إكسيلرود إلى أن الرئيس سيعيد تأكيد التزام الولايات المتحدة بالحرب ضد الإرهاب وبالأخص ضد حركة «طالبان» في أفغانستان، وأعرب عن الأمل في أن يدوم وقف إطلاق النار في غزة.
وعلى المستوى الداخلي، أوضح إكسيلرود أن القضايا الاقتصادية سوف تتصدر قائمة اهتمامات حكومة أوباما الجديدة، موضحاً أن الرئيس الأميركي سيوجه رسالة قوية إلى كبار المسؤولين عن المصارف الأميركية مفادها «ابدأوا بتقديم القروض من جديد». وقال «لا نرغب في احتفاظ البنوك من دون جدوى بالأموال التي حصلنا عليها من دافعي الضرائب، ونرغب في التعامل مع هذه المسألة بكل شفافية ووضوح». من جهة ثانية، قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية «فوكس نيوز»، إنه «يتعين علينا أن نتعلم من الماضي، وأن نستخلص منه الدروس والعبر. فالماضي، في رأينا، هو مجرد مقدمة للمستقبل».
وأشارت بيلوسي إلى أن رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب جون كونيرز يرغب أيضاً في تأليف لجنة تحقيق مستقلة في الجرائم والتجاوزات القانونية التي شهدها عهد بوش. وأعربت عن اعتقادها بعدم وجود اختلافات في المواقف بين أوباما وكونيرز بهذا الصدد. غير أنها قالت «نعم، أريد أن تظهر الحقيقة، ولكن كيف يمكن أن يحصل ذلك؟ فلست على معرفة كاملة بما طرحه كونيرز بهذا الشأن».
وأقرّت بيلوسي بأن عهد بوش شهد احتقاراً للكونغرس من جانب بعض المسؤولين الأميركيين الذين أخفوا معلومات. وقالت «يتعيّن علينا أن ندرس كل بند من هذه التجاوزات على حدة ونحدد بكل دقة، هل من حقنا أن نتجاهل ما حدث؟ وهل سيكون من الأفضل بالنسبة إلينا أن نتطلع إلى المستقبل بالمقارنة وأن نتجاوز ما حدث في الماضي؟». وبشأن إعلان أوباما أن إغلاق معتقل غوانتانامو يمكن أن يستغرق وقتاً طويلاً، ويتم بحلول نهاية فترة حكمه الأولى، قالت بيلوسي «لا اعتقد أنّ إغلاق غوانتانامو سوف يستغرق كل هذا الوقت الطويل، ولكن تحديد موعد بعيد لا يعني بالضرورة عدم إمكان تحقيق ذلك قبل هذا الموعد المذكور. ومع ذلك، فأنا أشعر بالسعادة والارتياح إزاء اعتزام أوباما إغلاق مركز غوانتانامو». وأضافت «إن إغلاق أوباما لمعتقل غوانتانامو سيكون بمثابة رسالة مهمة للغاية للعالم الخارجي». وقالت بيلوسي إن «هناك بعض الأفكار المطروحة بشأن موعد إغلاق غوانتانامو وكيفية إتمام هذه الخطوة ومصير المحتجزين. وسوف تجرى دراسات كاملة لهذه الأفكار كمقدمة لإغلاقه نهائياً». يذكر أن أوباما لم يستبعد محاكمة مسؤولين أميركيين كبار في حكومة بوش لانتهاكهم القانون الأميركي بالموافقة على ممارسة التعذيب ضد معتقلي غوانتانامو. وقال، في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية «إي بي سي»، الأسبوع الماضي، «لا أعتقد أنّ هناك من هو فوق القانون».