لندن ــ فراس الخطيبفي هذا الوقت، كانت إحدى الطالبات توزع المناشير على المارة قريباً من الشارع. مناشير تضمنت مطالب الطلاب إلى إدارة الجامعة، كشرط لفك الاعتصام ومغادرة المبنى. وحمل المنشور خمسة مطالب أساسية: إصدار بيان من قبل الجامعة يدين قصف القطاع «وخصوصاً قصف الجامعة الإسلامية»، وتخصيص خمس منح دراسية لطلاب من غزة للدراسة في جامعة أوكسفورد. وإلغاء سلسلة المحاضرات التي ترعاها كلية «باليول»، والتي كان بيريز قد افتتحها في نهاية الفصل الدراسي الماضي، في أعقاب «دوره في الصراع».
كذلك، طالب المعتصمون بوقف أي تزويد لإسرائيل بأجهزة ومنظومات للتسلّح. وشددوا على ضرورة مساعدة الأهالي وإعادة بناء الجامعة هناك.
وأشار أحد الطلاب إلى أنَّ هذه المطالب رفعت رسمياً إلى المسؤولين في جامعة أوكسفورد للنظر فيها. وقال «الفلسطينيون يملكون الحقوق نفسها التي نتمتع بها نحن، وهذا يتضمن الحق بالتعليم.
نحن فخورون بأننا طلاب في جامعة أوكسفورد، ولكن نريد من جامعتنا أن تدعم هذا الحق. هذا ليس هدفاً سياسياً، هذا هدف إنساني».
ويشير طالب آخر، من المنظّمين، إلى أنَّهم «جديّون في المطالب»، موضحاً «أن الوضع في غزة يستدعي التضامن فعلاً». وأضاف أن «غزة تعاني منذ وقت طويل من الحصار، وتعرضها للقصف لم يكن البداية ولا النهاية. وقد دمّر الحصار الاقتصاد هناك وجعل الناس رهينة المساعدات من الأونروا وغيرها، وحتى هذه لم تسلم من القصف».
وكانت بريطانيا قد شهدت في الأيام الأخيرة نشاطات أخرى في جامعات مختلفة، حيث قدمت الحركات المتضامنة مطالب مشابهة لإدارات الجامعات تضامناً مع غزة ضد الحصار.
ومن يسر في شوارع مدينة أوكسفورد يلاحظ عدداً كبيراً من الشبان يرتدون الكوفية الفلسطينية (بألوانها الحقيقية الأبيض والأسود). أماندا واحدة منهم، إذ تقول «والدتي قضت وقتاً كثيراً في الأراضي المحتلة. لقد علّمتني ماذا يعني الاحتلال. وكيف يعيش الناس هناك. نحن هنا لا نشعر بهم. وأعتقد أنّ كثيراً من الناس يفكرون مثلي بأن التضامن في هذه الحالة واجب».
وكانت مدينة أوكسفورد قد شهدت يوم السبت الماضي تظاهرة شارك فيها المئات تضامناً مع الفلسطينيين. وتضمنت في نهايتها كلمات وتحيات «للشعب العالق من وراء الحصار». كانت إحدى الكلمات لفتاة من غزة، روت ما يعانيه أهلها وأقاربها: «لقد قال لي شقيقي، كان حلمك أن تصبحي طبيبة، ولكن لو كنت في غزة الآن لشاهدت كيف الأطباء المعتادون على هذه المشاهد ينهارون أمام ما يحدث».
في هذا الوقت، طالب وزير الدولة البريطاني لشؤون أفريقيا مارك ملوخ ـــ براون، بفتح تحقيق عن احتمال استعمال الجيش الإسرائيلي للفوسفور الأبيض خلال هجومه على قطاع غزة.
وقال أمام مجلس اللوردات البريطاني «يجب أن نكون متأكدين بأن الوقائع قد حصلت. يجب أن نذهب إلى أبعد من تكرار المعلومات الصحافية لنتأكد مما إذا كان هذا الأمر قد حصل أو لا»، مشدداً على «أننا بالتأكيد، سندعم كلياً الجهود الرامية إلى فتح تحقيق دولي مستقل حول هذه المسألة».
وأوضح ملوخ ـــ براون، الذي كان سابقاً مساعداً للأمين العام للأمم المتحدة، أن الفوسفور الأبيض يشكّل «في بعض الحالات سلاحاً مشروعاً»، مشيراً إلى أنه من المشروع استعماله لخلق شاشة من الدخان تتيح للقوات أن تتقدم. ولكنه أضاف «يبدو أنه استعمل بطريقة مختلفة تماماً» بقصد «حرق وجرح مدنيين»، الأمر الذي يشكّل في حال تأكّد هذا الأمر «انتهاكات واضحة لقوانين الحرب».
وكانت منظمة العفو الدولية قد اتهمت الدولة العبرية بارتكاب «جرائم حرب» لاستعمالها مثل هذه القذائف.