رأى الكاتب والصحافي البريطاني روبرت فيسك، أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أضاع فرصته حتى الآن بتجنّبه إصدار موقف من العدوان الإسرائيلي على غزّة، لا في الفترة الانتقالية فقط، أي قبل أدائه القسم الرئاسي، بل أيضاً في خطابه الأوّل الذي ألقاه كرئيس للبلاد يوم الثلاثاء الماضي.وفي مقالة نشرها في صحيفة «إندبندنت» البريطانيّة، أمس، تحت عنوان «حتى الآن، أوباما أضاع الفرصة حول غزة...»، رأى فيسك أن أوباما لم يملك الشجاعة ليحسم موقفه بشأن «ما كان الجميع في العالم سواه يتحدث عنه»، أي مجازر غزة.
وسخر الكاتب البريطاني من الخطاب الرسمي الأول للرئيس الأميركي الجديد، عندما تحدّث الأخير عن «الأبرياء المذبوحين» في أفغانستان، بدل أن يشير إلى أطفال ومدنيي غزّة. وتساءل عن السبب الذي حرم أوباما «شجاعة» إدخال كلمتي «غزة وإسرائيل» في خطابه الرئاسي.
وقلّل فيسك من قيمة الاتصالات التي أجراها أوباما أول من أمس ببعض الحكّام العرب، مشيراً إلى أن أوباما «يظنّ أن (الرئيس) محمود عباس هو فعلاً زعيم الفلسطينيين وأنه ليس رئيس حكومة أشباح تعيش على الدعم الدولي وشعارات الشراكة الكاملة التي يرددها البعض».
وقارن الصحافي البريطاني ما بين تعيين جورج ميتشل مبعوثاً خاصّاً إلى الشرق الأوسط، وغياب عبارة غزة عن خطابه. ففيما وصف الخطوة الأولى بأنها «تلبّي الحاجة إلى وقف فوري للعنف في المنطقة»، فإنه وضع خطاب أوباما في خانة «ما دون المستوى».
وجزم فيسك بأنّ ميتشل سيتحاور مع حركة «حماس»، غير أنه طرح تساؤلات جدية عما سيكون عليه موقف «الفاشلين القدامى» من أمثال المبعوث السابق دنيس روس وكل من مدير مكتبه راحم عمانوئيل ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس إزاء سلوك ميتشل.
ثمّ عاد فيسك ليلفت إلى أنّ «رسالة الصداقة» التي وجهها أوباما إلى الشعوب العربية، من منطلق «الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة»، لم تكن كافية لمخاطبة الصورة الدموية التي رُسمت عن غزة في عقول شعوب المنطقة. حتى إن هذه الرسالة ليست كافية، بحسب الكاتب، في تأكيد ما إذا كان المعذِّبون الذين خضعوا لإمرة جورج بوش و(وزير دفاعه السابق دونالد) رامسفيلد سيحاكمون، أم أنهم سيُكافأون بوظائف لا تُستعمَل فيها أدوات التعذيب، ولا يسمعون فيها رجالاً يصرخون من شدة هذا التعذيب.
(الأخبار)