موسكو ــ حبيب فوعانيقدّم السياسي الروسي المخضرم، يفغيني بريماكوف، كتابه الجديد تحت عنوان «العالم من دون روسيا؟ إلامَ يؤدي قصر النظر السياسي؟»، مسلّطاً الضوء على الفوضى التي أحدثتها الأحادية القطبية في العالم.
وناقش رئيس غرفة التجارة والصناعة الروسية في كتابه، الذي أحدث ضجة واسعة وسط النخبة الروسية وصنّاع القرار على غرار إصداراته السابقة، مكان بلاده ودورها في العالم المعاصر.
236 صفحة من الأفكار والذكريات والتنبّؤات، فنّد رئيس الوزراء الأسبق فيها، مقولة خسارة روسيا للحرب الباردة مع الولايات المتحدة، متسائلاً «كيف يمكن اعتبار روسيا خاسرة إذا كانت قد حافظت على مقدرتها النووية كاملة، وسحبت من الجمهوريات السوفياتية السابقة كل الأسلحة النووية وجمعتها لديها؟».
ويستذكر بريماكوف كيف أن واشنطن انهمكت بلعبة أحادية القطب، بحيث تجاهلت رأي حلفائها الأوروبيين في العراق، معتبراً «تلك السياسة الأميركية الخارجية العدوانية، مأثرة المحافظين الجدد الذين أحاطوا بجورج بوش الابن». ورأى أن «المحافظين الجدد يتجاهلون الحقائق الموضوعية، وهم بذلك يشبهون التروتسكيين، الذين أعلنوا فكرة تصدير الثورة البروليتارية إلى دول العالم بغض النظر عن حالتها الثورية». ورأى أن «نظرية العالم الأحادي القطب انهارت في العراق وأفغانستان، وأن الأزمة المالية العالمية أنهت أحادية القطب الاقتصادية».
وبدا رئيس مصلحة الاستخبارات الروسية الخارجية السابق كأنه ينتظر مقاربات جديدة في العلاقات الأميركية ـــــ الروسية من الإدارة الأميركية الجديدة. ولا يتفق مع منتقدي اختيار باراك أوباما لمساعديه من إدارة كلينتون السابقة، منوّهاً بأن «الرئيس الأميركي الجديد لم يسمح لأحد من المحافظين الجدد، الذين أدت سياستهم إلى المأساة العراقية في عهد بوش، بشغل أي منصب في إدارته»، داعياً بلاده إلى «استغلال ذلك وإجراء مفاوضات مع أوباما».
ورأى بريماكوف أن «السياسة الروسية في القرن الحادي والعشرين، رغم أخطائها، أتاحت لروسيا احتلال مكان رائد في الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية»، منتقداً «السياسة الحالية الروسية لعدم إيلائها الاهتمام اللازم لرابطة الدول المستقلة». كذلك استبعد «استخدام القوة ضد أوكرانيا رغم تعقد العلاقات معها».
وعن الحرب الإسرائيلية على غزة، سأله أحد الصحافيين عن سبب تقاعس روسيا عن القيام بدور فعّال، فأجاب: «لعلّه ينبغي لنا أن نكون أكثر نشاطاً. لا يمكن لروسيا إلا أن تكون في الشرق الأوسط، ولا أريد أن يتكون انطباع لدى أيّ كان بأن روسيا تنوي الذهاب من هناك».
وبالفعل، أكد بريماكوف في كتابه أن «التسوية السلمية مستحيلة في الشرق الأوسط من دون تعاون الولايات المتحدة وروسيا».