تحت مسمّى تطوير الصحافة المكتوبة
صباح أيوب
600 مليون يورو، هي قيمة المساعدات التي أعلن عنها الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أمس، والتي سيقدّمها لوسائل الإعلام «للتطوير والاستثمار في قطاع الصحافة المكتوبة»، خلال ثلاث سنوات.
وبعدما قدّمت «الجمعية العمومية للصحافة المكتوبة»، التي تضمّ نحو 140 ممثلاً عن مختلف القطاعات في مجال المطبوعات 90 توصية، خرج ساركوزي بقرارات حكومية تدعم مختلف قطاعات الإعلام المكتوب وتكرّس إحكام يد السلطة على معظمها، وتفتح الأبواب للمستثمرين حتى من خارج القطاع.
وأعلن الرئيس الفرنسي أن «أولى مسؤوليات الدولة هي إيجاد حلّ سريع لحالة الطوارئ التي فرضها انهيار قطاع الإعلان الذي يؤثر سلباً على الوضع الاقتصادي لشركات الإعلام المكتوب».
وضمن المساعدات المباشرة التي تقدّمها الحكومة، تأجيل قرار زيادة التعرفة البريدية على الصحف لمدة عام، المفترض أن يبدأ العمل به بداية عام 2009، ومضاعفة مصاريف الاتصال التي تخصصها الدولة لمؤسسات الإعلام المكتوب والإلكتروني، التي كانت حصة المكتوب فيها تبلغ 20 في المئة. واستدرك ساركوزي الأمر فقال: «أرجو ألا يعدّ أحد هذا الأمر تعدّياً على استقلاليته».
الرئيس الفرنسي يريد إذاً أن يظهر الوجه الليبرالي للصحافة الفرنسية المكتوبة «بحلتها الجديدة»، لكن مع الإبقاء على وجود الدولة حاضراً أساسياً في مؤسساتها. أما للمستثمرين، فقد فتح الباب واسعاً أمام أصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في القطاع، في مقابل إعفائهم من نسبة معينة من الضرائب.
فقد تطرق في فقرة خاصة إلى كيفية التعويض عن النقص في الاستثمارات، من خلال رفع المستوى المسموح به للمستثمرين «من خارج قطاع الصحافة المكتوبة الفرنسية» بنسبة 20 في المئة، وذلك عبر «اتفاقيات ثنائية».
وشدّد ساركوزي على تشجيع «نظام الرعاية»، وإعفاء المستثمرين من الرسوم المالية وذلك نسبة للمبالغ المستثمرة. ولمواكبة «تطور نظام الاستهلاك الإعلامي»، ابتكر الرئيس مركز «المحرر الإلكتروني» الذي أعفاه أيضاً من الضرائب المهنية، وخصص كذلك مبالغ لدعم مجال التوزيع والنقل، وأعلن خفض أسعار الطباعة، وأعرب عن استعداده «لانتداب شخص من الدولة للمشاركة في المفاوضات مع أصحاب المطابع».
أما المفاجأة الساركوزية، فهي قبوله باقتراح تقديم اشتراك مجاني لكل شاب فرنسي بلغ الثامنة عشرة من عمره في صحيفة يختارها لمدة سنة «على أن تغطي الدولة تكلفة نقلها إليه».