باريس ــ بسّام الطيارةباريس تريد أن «تجر وراءها» بعض الدول الأوروبية في سياق إعادة «ربط الحوار مع حماس»، وهو ما سيحاول الوزير برنار كوشنير القيام به في بروكسل، مع كمّ من «الاستدراكات» يلف به طرحه، وفي مطلعها «ضرورة التزام حماس عملية السلام والتفاوض».
وكما أكد مصدر مطلّع لـ«الأخبار»، فإن كوشنير سيسعى للوصول إلى موقف مشترك من هذا «الشق السياسي الضروري على الساحة الداخلية» للإجابة عن التساؤلات بشأن «مسؤولية أوروبا» التي حاصرت غزة سياسياً بقطعها العلاقات مع «حماس». ولكن حسب المصدر، فإن «قبول بعض الأوروبيين ليس مضموناً»، مشيراً إلى موقف ألمانيا وبولندا وتشيكيا، التي حسب دبلوماسي أوروبي، «تبتلع أفعى تلو الأخرى» منذ تسلّمت رئاسة الاتحاد «من دون أن يترك ساركوزي واجهته الخارجية» فيحشرها بإعلانات مباشرة ومفاجئة تضع الاتحاد أمام «أمر واقع لا يربط ولا يحل». في يوم إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار، أعلن ساركوزي من شرم الشيخ «الدعوة إلى مؤتمر دولي بشأن الشرق الأوسط»، تبيّن في ما بعد أنه «مجرد أفكار»، كما قال دبلوماسي مقرّب جداً من الملف لـ«الأخبار». ثم جاء إعلان باريس إرسالها الفرقاطة «جرمينال» إلى «المياه الدولية قبالة قطاع غزة»، في خطوة اعتبرها أكثر من مراقب «إعلاناً من النوع الذي يبهر الأبصار» ولا يفيد في حل أيّ من العقد المتراكمة. وهنا يتساءل أحد الدبلوماسيين الأوروبيّين «ماذا تستطيع هذه القطعة البحرية فعله زيادة عما تفعله القطع البحرية الإسرائيلية الموجودة على بعد مئات الأمتار من شواطئ غزة لتطبيق الحصار التام على القطاع؟»، فيما يقول دبلوماسي عربي إن هذا الإعلان جاء ليقول بطريقة غير مباشرة إن «غزة لم تكن محاصرة». ويشير البعض إلى «تصرّف ساركوزي خارج إطار قرارات الأمم المتحدة» بأنه لا يغيّر شيئاً من طبيعة عمليات البحرية الفرنسية، لكنّه يمثّل تحوّلاً في دبلوماسية فرنسا، يذكّر «بدبلوماسية الأمر الواقع الأميركية في عهد (الرئيس السابق جورج) بوش». ويشير آخرون إلى أن «ساركوزي حشر نفسه اليوم أمام حماس» التي يعلن أنه يريد التحاور معها. ويضيفون «الآن وقد أرسل الفرقاطة استجابة لطلب إسرائيل، فهل يستطيع فتح المعابر؟».