لواشنطن حلفاؤها، دعمتهم دوماً لترسيخ حكمهم، وقمعت من عاداهم. الآن مع مجيء باراك أوباما، تبدلت المصالح والتحالفات، ويبدو أن الرئيس الأفغاني حميد قرضاي أول الساقطين
واشنطن ــ محمد سعيد
ذكرت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية، على موقعها الإلكتروني أول من أمس، أن الدعم الدولي للرئيس الأفغاني حميد قرضاي، قد تراجع تراجعاً ملحوظاً، ولا سيّما لدى واشنطن، وسط تفاقم العنف والفساد المستشري، وضعف القيادة فى كابول.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الموقف قد يحسم في الزيارة التي يقوم بها إلى واشنطن حالياً وفد من أربع شخصيات أفغانية رئيسية يُعتقد أنّها تمثّل تحدياً لقرضاي. وستعقد اجتماعات مع مسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما، وسط أحاديث تتردد حول ما وصف بـ«تذكرة الأحلام»، التي يمكن أن يُشاهد من خلالها الخصوم الرئيسيين لقرضاي يخوضون سباق الانتخابات معاً بهدف «تحقيق الوحدة لمختلف الجماعات العرقية وسحب بساط السلطة من تحت قدمي قرضاي».
ويضم الوفد ثلاثة وزراء أفغان سابقين هم، وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله، ووزير المالية الدكتور أشرف غاني، ووزير الداخلية السابق علي أحمد جلالي، وحاكم إقليم نانجاهار شرقي أفغانستان غول أغا شيرازي، الذي التقاه أوباما لدى زيارته إلى أفغانستان خلال حملته الانتخابية في تموز.
ونقلت الصحيفة عن رئيس معهد الولايات المتحدة للسلام في كابول، جون ديمبسي، قوله إن «الأميركيين لا يعتزمون تحديد نتيجة الانتخابات الأفغانية المرتقبة، ولكن قد يقترحون أشخاصاً يمكنهم أن يضعوا خلافاتهم جانباً من أجل تكوين تذكرة أحلام». وأضاف «لن يقوموا بتأييد أعمى لقرضاي على غرار حكومة (جورج) بوش».
وكانت وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، قد وصفت أفغانستان في شهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في 13 الشهر الجاري بأنها «دولة مخدرات» بحكومة «مزعجة بقدرة محدودة وفساد مستشرٍ». وأبرز من تتهمهم واشنطن بتجارة المخدرات، الشقيق الأصغر للرئيس الأفغاني، أحمد والي. وقد عيّن أوباما الأسبوع الماضي ريتشارد هولبروك مبعوثاً خاصاًً لأفغانستان وباكستان، واتهم حكومة قرضاي في مؤتمره الصحافي، الذي أعلن فيه تعيين هولبروك، بأنّها «لم تتمكن حتى الآن من الوفاء بالتزاماتها بالقضاء على تنظيم القاعدة». وقال إنّ الوضع في أفغانتسان يتسم بالتدهور. كما يرى «البنتاغون» في قرضاي عقبة أمام خطط زيادة عدد القوات العسكرية في أفغانستان بنحو 30 ألف جندي.