عهد جديد وبداية جديدة تحاول من خلالها الإدارة الأميركية الحالية تمييز نفسها عن التي سبقتها، من خلال الترويج لسياسة الحل الدبلوماسي على حساب الحل العسكري
واشنطن ــ الأخبار
أشار مستشار الأمن القومي الأسبق، زبيغينيو بريجينسكي، إلى أن السياسة التي أعلنها الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما تجاه المنطقة تنبئ بعدم العودة إلى إطلاق وعود لا يتم العمل على تنفيذها، خلافاً للسياسة التي انتهجها سلفه جورج بوش.
وقال بريجينسكي، في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية «إم إس إن بي سي»، إن تصريحات أوباما في شأن الشرق الأوسط تؤكد أنه سيقود العملية وأن هناك شعوراً بالإلحاح تجاه هذه القضية، معرباً عن اعتقاده بأنه «لن تكون هناك عودة إلى مظلة الوعود التي اعتاد الرئيس بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس إطلاقها من دون فعل أي شيء لتحقيقها».
وقال بريجينسكي إن تصريحات أوباما تؤكد ضرورة المضيّ قدماً، أولاً نحو وضع اتفاق عادل لوقف إطلاق النار يتضمن «ألّا تقدم حماس على فعل هذه الأشياء المشينة»، وأيضاً ألا يحاصَر الفلسطينيون في غزة ويعانون بلا طائل، وثانياً نحو سلام يقوم على أساس حلّ يقضي بقيام دولتين. وأضاف بريجينسكي، الذي كان مستشاراً لحملة أوباما الانتخابية، «إن هناك عنصرين يمثلان فارقاً بين السياسة التي تبناها بوش والسياسات التي تنبئ بها الخطوات الأولى التي اتخذها أوباما، وأولها تعيين مبعوث خاص للسلام يحظى بثقة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ويتمتع بالتفويض الذي يمكنه من المضيّ قدماً، والثاني هو أن الرئيس نفسه، والولايات المتحدة عموماً، سينشطان من خلال وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في ترويج عملية السلام».
وفي السياق، قال بريجينسكي إن أوباما أبلغه أنه يرغب في الانخراط بعمق في قيادة وتشكيل الاستراتيجية الأميركية. ورجح أن يكون هناك توجه لتعيين مبعوث خاص لإيران. وقال «ربما تكون هناك مناقشات ومداولات حول من سيكون هذا المبعوث». وأشاد بريجينسكي باختيار جورج ميتشيل وريتشارد هولبروك، موضحاً أن الهدف من تعيين ميتشيل هو التوصل إلى حل الدولتين بعد وقف دائم لإطلاق النار له معنى، إلا أنه في حالة هولبروك ينبغي تحديد الهدف من مهمته، وهل سيكون تحويل أفغانستان إلى نظام ديموقراطي، أم إلى دولة عصرية، أم دولة مستقلة متحررة من نفوذ طالبان المرتبطة بالقاعدة.
ولم ينف بريجينسكي أن المنتفعين من بيع السلاح ربما يقاومون توجّه أوباما لتخفيف العبء على القوات المسلحة الأميركية وتحميل المزيد من التوجهات الأميركية العالمية على عاتق وزارة الخارجية من خلال النشاط الدبلوماسي.