لا أحد يستطيع الوقوف في وجه المنطق. تستطيع تأجيله، لكن في النهاية سينتصر. فدماء الشهداء وهمجية الاعتداء لا يمكن أن ينتهيا بتحميل المسؤولية للمعتدى عليه
واشنطن ــ محمد سعيد
قال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر إن حركة «حماس» لم تنتهك اتفاق الهدنة الذي توسّطت فيه مصر مع إسرائيل، وإنها لم يسبق أن انتهكت عهداً قطعته على نفسها، فيما استبعد التوصل إلى تسوية للصراع العربي ـــــ الإسرائيلي من دون إشراك «حماس».
وأضاف كارتر، في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية «إن بي سي» لمناسبة صدور كتابه الجديد «السلام ممكن في الأراضي المقدسة. خطة فاعلة»، «إن حماس تعتبر في نظر البعض منظمة إرهابية، إلا أنها لم تنتهك عهداً قطعته، وإنه في العام السابق للهدنة التي ساعدت في التوصل إليها في 19 حزيران من العام الماضي، قتل إسرائيلي واحد بصواريخ حماس، فيما كانت إسرائيل تقتل 49 فلسطينياً كل شهر».
وقال كارتر إنه بمجرد دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، التزمت به «حماس» تماماً، ولم يحدث إطلاق خطير للصواريخ خلال الأشهر الخمسة الأولى، إلا أن إسرائيل لم تف بتعهداتها تجاه الفلسطينيين في غزة.
وعن اعتبار الرئيس الأميركي باراك أوباما «حماس» منظمة إرهابية، قال كارتر إن أوباما يمكنه الاتصال بها بطريقة غير مباشرة، وإن مبعوثه الجديد جورج ميتشيل يمكنه ذلك، مشدداً في الوقت نفسه على أنه «لا سبيل للتوصل إلى سلام في المنطقة من دون إشراك حماس، وأنه ينبغي إدراك أن حماس تسيطر على قطاع غزة الذي يضم 1.5 مليون فلسطيني، فضلاً عن الشعبية التي تتمتع بها في الضفة الغربية، التي يعيش فيها أكثر من 2.5 مليون فلسطيني». وقال كارتر إنه «تحدث مع ميتشيل يوم الأحد، وأن عليه أن يستكشف أولاً العناصر التي تكوّن الوضع الحالي، وينبغي أن يتبيّن ما يمكن أن يفعله، وخصوصاً بعدما حدث في غزة». ورأى أن اقتراح «حماس» طرح أي اتفاق سلام يُتوصّل إليه بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل على الاستفتاء بين الفلسطينيين «خطوة جيدة إلى الأمام»، مشيراً إلى أن اتفاق الصلح بين إسرائيل ومصر، التي كانت تمثّل القوة العسكرية الكبرى أمام الدولة العبرية، صمد ثلاثين عاماً حتى الآن.
من جهة ثانية، أعلن كارتر أن إسرائيل ستواجه كارثة ما لم تعد إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، الرامية للتوصل إلى دولة فلسطينية مستقلة، ملمّحاً إلى أن العرب «سيتفوّقون عددياً على اليهود، ما يعني أن حلّ الدولة الواحدة سيكون كارثياً على إسرائيل، التي ستضع نفسها أمام ثلاثة خيارات: ترحيل الفلسطينيين أو حرمان العرب من التساوي في حق التصويت أو إعطاؤهم حق التصويت، وعندها لن يعود هناك دولة يهودية».
وأكد كارتر أن «لا أحد ممن يعرفهم في الشرق الأوسط يملك حالياً الشجاعة لأخذ مخاطرة السلام. ممكن أن يكون هذا الشخص أحد المرشحين إلى الانتخابات الإسرائيلية، لكن ذلك يعتمد على التوقيت وعلى الشخص».