توقّعت طهران، أمس، «تغييراً ملموساً» في السياسة الأميركيّة تجاهها، خلال عهد الرئيس الجديد باراك أوباما، فيما شهدت العلاقات بين طهران والقاهرة توتراً ملحوظاً، بسبب منع الاخيرة سفينة مساعدات إيرانية متجهة الى قطاع غزةرأى المتحدث باسم الحكومة الايرانية، غلام حسين إلهام، أن بلاده «تتوقع تغييرات ملموسة من الرئيس الاميركي الجديد»، مضيفاً أن إيران ستنتظر لترى ما إذا «كانت هذه التغييرات قد حصلت أم لا، وستعلّق على ذلك في الوقت المناسب».
وأوضح أن التغيير المتوقع سبق أن حدّده الرئيس محمود أحمدي نجاد، وهو «أن تقبل أميركا بأن تقتصر حكومتها على حدودها وألا تصبح إمبراطورية».
وكان المتحدث يعلق على تصريحات أوباما التي أدلى بها أول من أمس، إضافة الى تصريحات المندوبة الاميركية الجديدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، التي تحدثت عن انتهاج «دبلوماسية نشطة» تشمل «دبلوماسية مباشرة» حيال طهران.
في غضون ذلك، بدأت كرة الثلج تكبر بين طهران والقاهرة بعد اعتراض البحريّة المصريّة سفينة المساعدات الانسانية الإيرانية الى غزة، ومنعها من الاقتراب من سواحلها أو التوقف في ميناء العريش المصري.
لهذا، استدعت الخارجية الايرانية القائم بأعمال السفارة المصرية في طهران، عمرو الزيّات، وطالبته بتوضيح رسمي وموقف صريح وشفاف تجاه السفينة الايرانية الراسية قرب المياه المصرية، وذلك في مهلة لا تتجاوز 24 ساعة.
وأبلغ رئيس دائرة الشرق الاوسط في الخارجية الايرانية الدبلوماسي المصري «اعتراض إيران الشديد اللهجة على موقف الحكومة المصرية»، مستغرباً الموقف بقوله «إن إيقاف البحرية الاسرائيلية للسفينة الإيرانية ومنعها من الوصول الى غزة ليس أمراً مستغرباً، لكن المستغرب هو الموقف المصري غير المبرّر من سفينة مساعدات إنسانية تريد إيصالها الى المحرومين في غزة».
وكان الرئيس الايراني، في محاولة دبلوماسية للتخفيف من تداعيات السجال السياسي الدائر بين القاهرة وطهران على خلفية الموقف المصري من العدوان على غزة وإغلاق معبر رفح، قد أكد أنه «ينبغي على الدول العربية والاسلامية ألا تضيّع البوصلة فالعدو مشترك وهو أميركا وإسرائيل».
(أ ف ب، الأخبار)