عمد الصحافي الأميركي، توماس فريدمان، في عموده في «نيويورك تايمز» أمس، إلى إملاء مبادرة سلام جدية على الملك السعودي، عبد الله، بذريعة أنه «قادر على قراءة أفكاره»، كما حصل معه في عام 2002 عندما أعلن عبد الله مبادرته السلميّة.وكتب فريدمان قائلاً إنّه «بعدما رفض عبد الله لقاءه ـــــ يحاول أن يقرأ الأفكار مجدداً». وافترض خطة معدلة للسلام قد يقترحها عبد الله في ضوء المتغيرات الدولية (موت ياسر عرفات، وانحدار السلطة الفلسطينية، والحروب الإسرائيلية على لبنان وغزة، وبناء المستوطنات، وتدخل إيران) من خلال رسالة من الملك السعودي إلى الرئيس باراك أوباما، وسمّى الخطة «عبد الله 2: حلّ الدول الخمس للسلام العربي ـــــ الإسرائيلي».
والاقتراح الافتراضي يتضمّن حلّاً على أساس خمس دول (مصر، الأردن، السعودية، فلسطين وإسرائيل) ويقضي:
«1 ــ بانسحاب إسرائيل من الضفة والمناطق العربية للقدس الشرقية، وأيّ أراض تحتفظ بها في الضفة يجب أن تُستبدل ـــــ شبراً بشبر ـــــ بأراضٍٍٍٍٍ من الملكية الإسرائيلية.
2ــ يوافق الفلسطينيون، فتح وحماس، على حكومة وحدة وطنية، تقبل بقوات مصرية من أجل المساعدة على فرض الأمن في غزة وإدارة الحدود، وأيضاً بقوات أردنية في الضفة للقيام بالمهمة نفسها. وتوافق السلطة الفلسطينية على «برنامج مساعدة أمنية» لخمس سنوات مع مصر في غزة والأردن في الضفة. ويركّز الفلسطينيون على بناء أمنهم الخاص ومؤسساتهم السياسية من أجل الحصول على الاستقلال التام بنهاية السنوات الخمس.
3 ــ خلال السنوات الخمس، تلتزم إسرائيل الانسحاب على مراحل من كل المستوطنات في الضفة والقدس العربية بالوتيرة نفسها التي يعمل فيها الفلسطينيون على تحقيق معايير الأمن والحكم المتفق عليها. وتكون الولايات المتحدة الحكم الوحيد في تقرير إذا ما حقق الطرفان هذه المعايير.
4 ــ تدفع السعودية جميع نفقات القوات المصرية والأردنية، إضافة إلى مليار دولار سنوياً لكل دولة، وكذلك كل احتياجات موازنة السلطة الفلسطينية. وتستند الخطة بمجملها على قرارات الأمم المتحدة، 242 و 338، ويصدّق عليها مجلس الأمن الدولي. وتضمن الدول العربية الموقّعة معاهدات سلام مع إسرائيل، ألا يترك أي انسحاب إسرائيلي من الضفة أو غزة أو القدس العربية فراغاً أمنياً يهدّد إسرائيل. وهذا الحل العربي سيضع حداً لمحاولات إيران فرسنة القضية الفلسطينية».
وختم عبد الله بالقول في رسالة فريدمان الافتراضية إنّ «حل الدولتين هو أشبه ببناء منزل من دون إسمنت، الإسرائيليون والفلسطينيون بحاجة إلى إسمنت السعودية ومصر والأردن، كي يحصل الإسرائيليون على أمنهم والفلسطينيون على دولتهم المستقلة».
(الأخبار)