برلين ــ غسّان أبو حمدهدّد «اتحاد الجهاد الإسلامي» المرتبط بتنظيم «القاعدة» الأصولي، أمس، في شريط بثّه التلفزيون الألماني (القناة الأولى ــ ARD)، كلاً من الحكومتين الألمانية والأميركية، فيما أخذت برلين هذا الشريط على محمل الجد، معتبرة أنه ينبئ بمستوى جديد من التهديدات.
وظهر مقنّعون على الشاشة، معلنين الإنذار الآتي: «منذ أكثر من عشرة أيام والعالم يقف متفرّجاً على المسلمين في قطاع غزة وهم يتعرضون لمجزرة». وتساءل «أين هي الولايات المتحدة الأميركية؟ وماذا تفعل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وحكومتها؟».
وأفاد مذيع التلفزيون الألماني بأن واحداً من المقنّعين، الذين ظهروا في الشريط البالغ طوله 26 دقيقة، كان يتحدّث اللغة الألمانية، وأن التهديدات لها علاقة مباشرة بما يتعرض له المسلمون في كل من قطاع غزة وأفغانستان.
ونقلت القناة التلفزيونية الأولى بعض المقاطع التي تضمنتها التهديدات، وهي موقّعة باسم «تنظيم الجهاد الإسلامي». وقال أحد المقنّعين باللغة الألمانية «لقد أعددنا هذا العام سلّة من المفاجآت إلى سلطات الاحتلال ويجب على من يدعم هذا الاحتلال من جنود ألمان أن يتحمّل ردود فعلنا... ونؤكد لحليف قوى الاحتلال أننا سنشنّ هجماتنا».
من جهته، قال المذيع الألماني، إن الأجهزة الأمنية في البلاد، تقوم حالياً بتحليل مضمون وأبعاد وخطورة شريط التهديد، متوقعاً أن يكون شريط التهديد قد جرى إعداده ـــــ على الأرجح ـــــ إبان الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزّة، لأن المهدّدين أشاروا بالاسم إلى مسلمي قطاع غزة وإلى صور أشلاء الفلسطينيّين نتيجة الأعمال العسكرية الإسرائيلية.
أمّا الحكومة الألمانية، فقد شددت من ناحيتها، على أنها تأخذ هذه التهديدات، على محمل الجد. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية شتيفان باريس قوله استناداً إلى معلومات الاستخبارات فإن شريط الحركة، التي نشأت في أوزبكستان، «ينبئ بمستوى جديد من التهديد».
ومن بين التوقّعات الأولية لدى السلطات الأمنية الألمانية أن يكون «تنظيم الجهاد الإسلامي»، جماعة إسلامية أصولية تنشط سراً في أوزبكستان ولها ارتباطات بتنظيم «القاعدة».
ويعرف «اتحاد الجهاد الإسلامي» باسم «جماعة الجهاد الإسلامي» أيضاً. وبرز هذا التنظيم على الساحة الألمانية في أيلول 2007 عندما أفشلت الشرطة سلسلة من الاعتداءات بسيارات مفخخة، أعدّها أعضاء خليّة ألمانية في الجماعة. وتشير وكالة «شبيغل أونلاين»، من ناحيتها، إلى وجود العديد من وجهات النظر المتعلقة بتقويم هوية مصدر شريط التهديد، الذي ظهر فيه ستة مقنّعين مسلّحين بالرشاشات وهم يرتدون ألبسة عسكرية أميركية.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الشريط يأتي بعد عشرة أيام تقريباً من شريط مماثل مدته نصف ساعة، ظهر فيه «أبو طلحة الألماني» يطلق تهديدات، أبرزها أن «الجنود الألمان ليسوا في أمان في أيّ مكان من العالم، ويجب على السياسيّين الألمان أن يدركوا أخطار سياستهم».
من جهة ثانية، نفى أردني متهم بطعن سائح ألماني في عمان في آذار من العام الماضي، تهماً بالإرهاب وجّهتها له محكمة أمن الدولة، حسبما أفاد مصدر قضائي.
وقال المصدر، لوكالة «فرانس برس»، إن «محمد مهدي برهم (35 عاماً) الذي طعن سائحاً ألمانياً يبلغ من العمر 63 عاماً في 14 آذار الماضي مثل أمام المحكمة التي وجّهت له تهمة القيام بأعمال إرهابية»، موضحاً أن «المحكمة أجّلت القضية إلى العاشر من شباط المقبل لتمكين النيابة من الاستماع إلى شهود القضية».