طهران ـ محمد شمصتكبر الصورة الضبابية الانتخابية في إيران مع تخبّط الإصلاحيين في إعلان مرشّحهم النهائي للانتخابات الرئاسية التي تجرى في حزيران المقبل، إذ إن الرئيس السابق محمد خاتمي «لا يزال في حيرة من أمره فهو أمام خيارين، إمّا أن لا يترشح وبالتالي يستمر هذا الوضع غير المطلوب، وإمّا أن يترشّح، وسيكلّف ذلك البلاد أثماناً كبيرة»، بحسب قوله. ويضيف «سوف أتّخذ القرار النهائي خلال الأيام القليلة المقبلة».
ولعلّ هذا التخبّط في صفوف الإصلاحيين يعود إلى وجود ثلاثة مرشّحين أقوياء هم خاتمي ورئيس الوزراء الأسبق مير حسين موسوي ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) الأسبق الشيخ مهدي كروبي.
ويسود الاعتقاد بأن «موسوي وخاتمي لا يمكن أن يترشّحا في آن واحد»، حسبما يقول المسؤول في «حزب المشاركة» الإصلاحية، مجتبى أجيئيان، الذي يفضّل موسوي على خاتمي، لاعتقاده بأن الأول «أكثر ثورية» من الأخير الذي يميل لإيجاد الحلول السلمية والتسووية. وربما يكون موعد حسم القضية آخر هذا الأسبوع خلال لقاء يجمع موسوي وخاتمي. لكن العقدة الأساس التي تواجه الإصلاحيين، هي تمسك كروبي بترشّحه وعدم رغبته في التراجع إطلاقاً، الأمر الذي يُضعف جبهة الإصلاحيين ويشتّت وحدتهم.
وفي السياق، انتقد حزب «اعتماد ملي» (ثقة الشعب)، جبهة الإصلاحيين، وبالتحديد «حزب المشاركة» لعدم التزامهم بمنشور صادر عن الشورى الحكمية للإصلاحيين، التي حددت مهلة زمنية انتهت قبل شهرين، لكي يعلن الاصلاحيون اسم مرشّحهم النهائي. ويقول المتحدث باسم حزب «اعتماد ملي»، إسماعيل كرامي مقدم، إن فوز الاصلاحيين لن يتحقّق إلاّ بوحدتهم وراء كروبي.
من ناحيته، قال الأمين العام لحزب «كوادر البناء»، غلام حسين كرباستشي، القريب من رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني، إن رموز الإصلاحيين يعتقدون أن الطريق الوحيد لتحقيق الفوز في الانتخابات، يكمن في توحّد خاتمي وكروبي.
في هذه الأثناء، يعتقد بعض الإصلاحيين أن المهم هو تحقيق الفوز لهذا التيار، وليس اسم المرشّح. وقال النائب في مجلس الشورى، قدرة الله عليخاني، إن «موسوي وخاتمي وكروبي كلهم جيدون، لكن الفوز، وهو الأهم، مرهون بترشّح واحد منهم فقط، بغضّ النظر عمن يكون».
ويبقى أن بعض الصحف الإصلاحية بدأت تروّج لفكرة الحاجة الملحّة لشخصية كالرئيس خاتمي في الرئاسة، ولا سيما بعد تسلّم الرئيس الأميركي الديموقراطي باراك أوباما رئاسة الولايات المتحدة، وخصوصاً أن هذا الأخير يدعو إلى الحوار مع طهران. وتضيف أن «خاتمي هو الشخص الوحيد القادر على مواكبة المرحلة المقبلة».