يبدو أن الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الذي ترأس بلاده حالياً الاتحاد الأوروبي، يريد استغلال هذه الفترة في أداء دور أكبر في منطقة الشرق الأوسط؛ فللمرة الثانية خلال هذا العام، يقوم الرئيس الفرنسي بجولة خليجية ختمها في السعودية بعد الدوحة، حيث التقى الرئيس السوداني عمر البشير في محاولة للتوصل إلى حل لأزمة إقليم دارفور، وفي طيّها مذكرة التوقيف الدولية التي صدرت بحق البشير.وقال ساركوزي، للصحافيين بعد اللقاء مع البشير، «لقد التقيت معه بمفرده. وقلت له إن مأساة دارفور قد طال أمدها ويتعيّن اتخاذ مبادرات ويجب تغيير الأمور». وأضاف «هذه التغييرات يجب أن تشمل العلاقات بين السودان وتشاد»، وكذلك «داخل السودان في ما يتعلق بحقوق الإنسان ووجود بعض الاشخاص في حكومته»، طالباً ألاّ «يبقى أناس متهمون بارتكاب إبادة، وزراءَ في الحكومة السودانية». وتابع «إنني أحاول الضغط بكل قواي حتى يمكن التوصل الى حل مقبول. ونحن نواصل العمل».
وعلم من مصدر مقرب من ساركوزي أن «الرئيس الفرنسي يرغب فعلاً في إنعاش جهود السلام بمساعدة قطر»، و«يتوقع تطورات من جهة الخرطوم في القضايا المتعلقة بالمحكمة الجنائية الدولية».
وكان ساركوزي قد اقترح في أيلول الماضي تعليق الإجراءات القضائية التي تستهدف البشير، الذي اتهمه المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو بارتكاب عملية إبادة في دارفور، في مقابل تغيير جذري في سياسة الخرطوم وتعاونها لحل النزاع.
وبعد قطر، قام الرئيس الفرنسي بزيارة قصيرة إلى للسعودية، أجرى خلالها محادثات مع الملك عبد الله، تناولت الوضع في الشرق الأوسط وقضايا إقليمية منها عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين والوضع في العراق والتطورات المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني، بالإضافة إلى سبل مكافحة القرصنة.
ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية، تطرق ساركوزي والملك عبد الله إلى الأوضاع على الساحة الاقليمية وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية وضرورة الوصول الى «حل عادل وشامل يضمن للشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابها الوطني وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية». هذا بالإضافة إلى الأوضاع في لبنان والعراق ومجمل الأحداث على الساحة الدولية وموقف البلدين منها.
كذلك بحث الجانبان «أهمية تعزيز الجهود الدولية المشتركة للحفاظ على أمن وسلامة الملاحة في خليج عدن»، و«آفاق التعاون بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة».
(أ ف ب، رويترز)