واشنطن ــ محمد سعيدذكرت مصادر أميركية، أمس، أن الرئيس الجديد للولايات المتحدة، باراك أوباما، سيعلن اليوم في شيكاغو، أسماء فريقه المقبل للأمن القومي، وبينها اسما هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية، وروبرت غيتس وزيراً للدفاع.
ولمّحت المصادر إلى أن تعيينات مهمة قد يجري إعلانها اليوم خلال المؤتمر الصحافي لأوباما في شيكاغو في ولاية إلينوي. ومهد الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، الطريق أمام تولي زوجته هيلاري، منصب وزيرة الخارجية في حكومة الرئيس العتيد، بكشفه علناً أسماء المانحين لمنظمته الخيرية ــ الاجتماعية، المعروفة باسم «مبادرة كلينتون العالمية»، الذين وصل عددهم منذ عام 1997 إلى 208 آلاف مانح ما بين أفراد ومنظمات ودول.
ويذكر أن القانون الأميركي يسمح لكلينتون بالاحتفاظ بسرية مساهميه. غير أنه قرر نشر أسمائهم لتجنب ظهور أي تضارب في المصالح مع المسؤوليات المقبلة التي ستتحملها زوجته بوصفها وزيرة لخارجية الولايات المتحدة.
وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن الكشف عن المساهمين يندرج ضمن تسعة شروط أخرى أعلنها كلينتون خلال مباحثات مع ممثلين لأوباما، بينها اتفاقه على فصل «مبادرة كلينتون العالمية» عن مؤسسته، لكي لا يكون لديه مشاركة مباشرة كبيرة. ويذكر أن «مبادرة كلينتون العالمية»، التي تعزّز مساعي مكافحة المرض والفقر والتغير المناخي، لن تعقد اجتماعات سنوية خارج الولايات المتحدة، أو تقبل مساهمات جديدة من حكومات أجنبية.
وقالت الصحيفة إن كلينتون وافق أيضاً على تقديم خطاباته الشخصية في المستقبل وأنشطة العمل لمراجعتها من جانب مسؤولي شؤون الأخلاقيات في وزارة الخارجية، وإذا لزم الأمر من جانب مكتب مستشار البيت الأبيض.
وأوضحت الصحيفة أن شبكة الأعمال والأنشطة الخيرية لكلينتون أثارت تساؤلات بشأن الكيفية التي يمكن بها استمراره يجوب العالم يستجدي مساهمات بملايين الدولارات لمصلحة مؤسسته، ويجمع أموالاً من منظمات خارجية وأفراد في وقت تتولى فيه زوجته السياسة الخارجية الأميركية.
وقالت الصحيفة إن محامين خاصين بكلينتون وأوباما قضوا أياماً يصوغون الاتفاق على أمل تبديد أي مخاوف بشأن أنشطة كلينتون، الذي قال في السابق إنه سيقوم بأي شيء يطلبه فريق أوباما الانتقالي لتسهيل تولي زوجته مهمّات منصبها من دون إثارة جدل. ومن بين المانحين لمشاريع كلينتون، العائلة المالكة السعودية وقطر والكويت والإمارات وملك المغرب، وأحد أثرياء أوكرانيا، فيما تصل مكافأة كلينتون لقاء كل خطاب يلقيه في مؤتمر أو اجتماع إلى 425 ألف دولار للساعة الواحدة. وقد ألقى 54 خطاباً في العام الماضي وحده بلغ دخله منها 10.1 ملايين دولار.