أعلن باراك أوباما، أمس، فريقه الأمني الذي سيتولّى مهمات أساسية في الداخل والخارج. ورغم المآخذ على اختياراته التي لا تحاكي تعهداته بالتغيير لكونها «شخصيات حاكمة ما هي إلا استحضار لإدارة بيل كلينتون»، إلا أنه دافع عن تعيينه لـ«فريق يشاركه براغماتيّته» وقادر على تحقيق تعهداته باستعادة المكانة الأميركية وتحقيق الأمن العالمي
واشنطن ــ الأخبار
أعلن الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، أمس، فريقه الأمني، الذي رأى أنه «الأمثل من أجل مواجهة الأخطار التي تواجهها الولايات المتحدة حالياً». وذكّر أوباما، قبل تقديمه لهذا الفريق، بهجمات مومباي الأخيرة التي ذهب ضحيتها 6 أميركيين، مجدداً تعهده بأنه سيعمل على ألا «يكون في هذا العالم مكان يقتل فيه الأبرياء».
كما تعهد «أن يظل جيشنا أقوى جيش على وجه الأرض»، مضيفاً «كما اتفقنا على أن قوة جيشنا يجب أن ترافقها حكمة وقوة الدبلوماسية، وسنلتزم بإعادة بناء وتعزيز تحالفاتنا حول العالم للدفاع عن المصالح الأميركية والأمن الأميركي»
ثم أعلن هيلاري كلينتون لوزارة الخارجية، قائلاً إنها «صديقته، مصدر للمشورة»، معدّداً محاسنها وموقعها في العالم حيث تحظى «بصيت واحترام واسعين»، وبالتالي اعتبرها «الشريكة الأفضل» من أجل تحقيق أهداف إدارته المتمثلة «بتجديد الدبلوماسية الأميركية، وتحقيق تقدم في منع الانتشار النووي وفي الملفين الإيراني والكوري الشمالي، وتعزيز السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين». وأبقى أوباما على روبرت غيتس وزيراً للدفاع، واصفاً إياه بأنه الرجل الذي «كسب ثقة جنودنا وثقة أعضاء الكونغرس من الحزبين»، وسيكون الأفضل لتحقيق «استراتيجية أمن قومي مستدامة». كما جدد تعهده بأن يعطي أوامره إلى غيتس «لإنهاء الحرب في العراق بمسؤولية»، والنجاح في الحرب ضدّ الإرهاب، التي «بدأت في أفغانستان ويجب أن تنتهي في أفغانستان».
ورشح لمنصب وزير العدل إريك هولد «الذي يعرف التحديات التي تواجه القانون. وسوف يحمي شعبنا»، وجانيت نابولتانيو لمنصب وزيرة الأمن الداخلي، وسوزان رايس مندوبة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، معتبراً أن الأخيرة تعلم مدى أهمية المنظمة الدولية للعمل المتعدد الأطراف، ومشدداً على «أننا بحاجة إلى الأمم المتحدة للعمل ضدّ الإرهاب والتغيرات المناخية...».
وفي ما يلي نبذة مقتضبة عن الفريق الأمني لأوباما:
- روبرت غيتس (65 عاماً): وزير الدفاع الأميركي الـ 22، تولى منصبه الحالي في كانون الأول 2006 خلفاً لدونالد رامسفيلد وبإجماع الحزبين الديموقراطي والجمهوري، بعدما خدم أكثر من 26 عاماً متنقّلاً بين وكالة الاستخبارات المركزية «سي أي إيه»، ومجلس الأمن القومي «أن أس سي». ثم ترك الاستخبارات ليعمل في مجال التعليم. وكان عضواً في اللجنة المشتركة «مجموعة دراسة العراق» التي ترأسها جيمس بايكر ولي هاميلتون عام 2006 لدراسة الحرب على العراق.
عندما سئل أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس: هل الولايات المتحدة تربح الحرب في العراق، أجاب «لا»، إلا أنه أشار إلى «أننا لا نخسرها أيضاً»، وفي اليوم التالي صدّق مجلس الشيوخ على تعيينه بالإجماع وامتنع حينها جوزيف بايدن عن التصويت.
ــ هيلاري كلينتون (61 عاماً): رغم أنها بدأت حياتها في صفوف الجمهوريين خلال المرحلة الجامعية، فإنها عادت إلى دعم حملة المرشح الرئاسي أوجين ماكارثي المناهضة للحرب، ووصفت نفسها مرة بأنها «عقل محافظ، وقلب ليبرالي». وبعد اغتيال مارتن لوثر كينغ، عملت مع الطلاب السود في جامعتها ويلسلي من أجل استقطاب مزيد من الطلاب السود إلى الجامعة. كانت أول امرأة تدخل مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك عام 2000. خلال وجودها في مجلس الشيوخ، دعمت العديد من قرارات إدارة جورج بوش، ومن ضمنها الحرب على العراق، وهي من المآخذ التي عرّضت حملتها الرئاسية هذا العام للسقوط أمام باراك أوباما. كما أيدت بقوة الاجتياح الأميركي لأفغانستان بعد أحداث 9/11، قائلة إنها «فرصة لمصارعة الإرهاب وتحسين ظروف النساء الأفغانيات اللواتي تلوّعن من نظام طالبان».
ــ إريك هولدر (57 عاما): خدم في منصب نائب وزير العدل في عهد بيل كلينتون ما بين 1997 و2001. أول أفريقي أميركي يتولى منصب وزير العدل في عهد أول رئيس أفريقي أميركي. من الدائرة المقربة من أوباما، وكان ضمن الفريق الثلاثي الذي عمل على اختيار جوزف بايدن نائباً للرئيس.
جانيت نابوليتانو: (51 عاماً) محامية لامعة تملك خبرة متواضعة في مجال الأمن، غير أنها متخصصة في قضايا الهجرة غير الشرعية وتستمد قوة من خبرتها كحاكمة لولاية أريزونا المحاذية للمكسيك. وتولت نابوليتانو منصب المدعي الفدرالي لولاية آريزونا عام 1993 في عهد بيل كلينتون، ثم أصبحت أول امرأة تنتخب مدّعياً عاما للولاية عام 1998.
ــ جيمس جونز: قائد سابق لقوات حلف شمالي الاطلسي في أوروبا، معروف بخبرته وبنباهته العسكرية والسياسية. عيّنته وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس مستشاراً خاصاً للأمن في الشرق الأوسط، وهو أول ضابط في سلاح المارينز يتولى قيادة قوات حلف شمالي الأطلسي في أوروبا عام 2003.
ــ سوزان رايس (44 عاماً): مستشارة السياسة الخارجية البارزة لأوباما لفترة طويلة، وهي عضو سابق في مجلس الأمن القومي لبيل كلينتون، ومساعدة سابقة لوزير الخارجية للشؤون الأفريقية. حصلت عام 2000 على جائزة «صموئيل نيلسون درو» التذكارية من مجلس الأمن القومي لإسهاماتها البارزة في صياغة علاقات سلمية وتعاونية بين الدول، والسياسة الأميركية الأمنية للسلام العالمي.


للرد على «الإرهاب» والكوارث
العسكر إلى الشوارع في 2011

تخطط وزارة الدفاع الأميركية لنشر 20 ألف جندي بالزي العسكري داخل الولايات المتحدة مع حلول عام 2011 وتدريبهم لمساعدة مسؤولي الولايات والمحليين في الرد على أي هجوم إرهابي نووي أو أي كارثة داخلية أخرى. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس عن مسؤولين في وزارة الدفاع قولهم إن هذا التغيير مزمع منذ فترة طويلة. وقال قائد المنطقة الشمالية فيكتور رينوارت إن الخطة تنص على تخصيص ثلاث وحدات للتدخل السريع تكون جاهزة بحلول أيلول 2011. من جهته، أشار مساعد وزير الدفاع لشؤون الدفاع الداخلي، بول ماكهيل، إلى أن «تخصيص 20 ألف جندي لنشرهم داخل البلاد قبل أحداث 9/11 كان مستحيلاً، لكن ثمة وعي داخل البنتاغون الآن بأن السلطات المدنية ستحتاج إلى المساعدة في حال حصول كارثة كبرى ناجمة عن هجوم أو عن كارثة طبيعية». وتواجه الخطة انتقادات في أوساط العسكريين والجماعات المدافعة عن الحريات المدنية التي تقلق من أن تُثقل كاهل الجيش وتقوّض قانون «بوس كوميتاتوس»، وهو قانون فدرالي معمول به منذ 130 عاماً يفرض قيوداً على دور الجيش فى تنفيذ القانون الداخلي.



جانيت نابولتينو: (51 عاماً) حاكمة أريزونا، تملك خبرة متواضعة في مجال الأمن، غير أنها متخصصة في قضايا الهجرة غير الشرعية





جيمس جونز: (64 عاماً) قائد سابق لقوات حلف شمالي الأطلسي في أوروبا، معروف بخبرته ونباهته العسكرية والسياسية





سوزان رايس: (44 عاماً) مستشارة السياسة الخارجية لأوباما، عضو سابق في مجلس الأمن القومي لكلينتون، ومتخصصة في الشؤون الأفريقية