حذّر وزير الخارجية الهندي، براناب مخيرجي، أمس، من أن بلاده تحتفظ بحق اتخاذ إجراء عسكري إذا تعرّضت أراضيها لخطر. وقال، بعد أيام من هجمات مومباي التي أدت الى مقتل أكثر من 188 شخصاً وإصابة أكثر من 300 آخرين، إن من الصعب الاستمرار في عملية السلام التي بدأت عام 2004 مع باكستان ما لم تتخذ إسلام آباد إجراءات بعد الهجمات الاخيرة.وأضاف مخيرجي، لمحطة تلفزيون «ان دي تي في» الهندية، «ليس في نيتنا عدم المضي في عملية السلام... إذا لم يتصدّ الجانب الآخر لهذه الحوادث بالإجراءات الكافية، فسيصبح من الصعب المضي في العمل كالمعتاد بما في ذلك العمل في إطار عملية السلام».
وتابع مخيرجي: «لا أصدر أي تعليق بخصوص الخيارات العسكرية. ولكن ما أقوله هو أن من حق كل دولة ذات سيادة حماية وحدة أراضيها واتخاذ الإجراءات المناسبة عندما تشعر بأن هناك حاجة لذلك». لكنه من ناحية ثانية أبلغ الصحافيين أنه «لا أحد يتحدث عن إجراء عسكري» رداً على هجمات مومباي، كاشفاً عن أن بلاده تطالب بتسليم نحو 20 هارباً تعتقد أنهم في باكستان. وأكد أن هذا الطلب جاء ضمن مذكرة احتجاج سلِّمَت لسفير باكستان لدى نيودلهي، شهيد مالك.
وبشأن هذا الطلب، قالت وزيرة الإعلام الباكستانية، شيري رحمن، للصحافيين في إسلام آباد: «يجب أن ننظر فيه (الطلب) رسمياً بمجرد أن نتسلمه، وسنصوغ رداً».
ومن جهته، علّق رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، على اتهام نيودلهي لبلاده بأحداث مومباي قائلاً، في مقابلة مع شبكة «سي.ان.ان»: «أعطونا أسماء منظمات. لكن ذلك ليس دليلاً. وإذا ما قدّموا لنا أدلة، فإننا نتعهد تقديم تعاون كامل».
ونفى جيلاني أيضاً المعلومات التي تقول إن الجيش الباكستاني يمكن أن يسحب قوات من المناطق الشمالية الغربية، حيث يقاتل حركة طالبان، لنشرها على الحدود الشرقية مع الهند.
وفي هذا السياق، قال مسؤول دفاعي أميركي إن «البنتاغون» لم يلحظ أي علامة على استعداد باكستان لنقل قوات من منطقتها القبلية القريبة من الحدود مع أفغانستان نتيجة لتصاعد التوتر مع الهند. وكرّر وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، عرضاً بالتعاون مع الهند، قائلاً إن «الحكومة الباكستانية عرضت على الهند آلية تحقيق مشترك وتأليف لجنة مشتركة».
في المقابل، أعلن قائد شرطة مدينة مومباي، حسن غفور، أن المسلحين الإسلاميين الذين نفّذوا الهجمات كانوا في «مهمة انتحارية»، مضيفاً أن هدف المهاجمين كان «إثارة ضجة وقتل أكبر عدد ممكن من الناس».
وأشار غفور إلى ما ذكرته شبكتا التلفزة الأميركيتان «سي ان ان» و «ايه بي سي نيوز»، أن الاستخبارات الأميركية أبلغت الهند في تشرين الأول الماضي بإمكان وقوع هجوم «يأتي من البحر» ضد أهداف في مومباي، وقال: «تماماً مثلما حدث في التفجير الذي استهدف فندق الماريوت (في باكستان)، تلقينا تحذيراً بأن فنادق مثل تاج محل قد تتعرض لمثل هذا الخطر». وكشف عن تبادل معلومات مع أجهزة استخبارات أخرى في أنحاء العالم، بما فيها مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (أف بي آي).
إلى ذلك، قال مسؤولون مسلمون هنود في مومباي، في اجتماع ضم 50 منظمة إسلامية، إن منفذي الهجمات الدامية يجب ألاّ يُدفَنوا في الهند، بل «في المكان الذي قدموا منه».
(أ ف ب، أ ب، رويترز)