عرض الرئيس الأميركي، جورج بوش، الإنجازات التي تحققت في الشرق الأوسط خلال إدارته في السنوات الثماني الماضية، من «ثورة الأرز» اللبنانية إلى «الديموقراطية الناشئة في العراق»، مشيراً إلى أنه يسلّم خليفته باراك أوباما شرقاً أوسط لا تزال إيران تسعى فيه إلى السلاح النووي، ويبقى فيه النزاع العربي الإسرائيلي من «أصعب المشاكل الشائكة».وتحدث بوش، الذي ينقل مفاتيح البيت الأبيض إلى أوباما في 20 كانون الثاني، في خطاب ليل أمس عن الشرق الأوسط، عن «ثورة الأرز» في لبنان ضدّ «الاحتلال السوري»، وعن «الديموقراطية العراقية»، مقراً بأن حرب بلاد الرافدين «كانت أطول وأكثر كلفة من المتوقع». وعن الصراع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي، قال بوش إنه «بقي المشكلة الأكثر تعقيداً في المنطقة». وأضاف «هناك الآن توافق دولي أكبر من أي لحظة في التاريخ، على الحاجة لبناء دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام مع إسرائيل جنباً إلى جنب».
ودافع عن نهجه، الذي تعرّض لكثير من الانتقادات، لإنهاء النزاع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي، مشيراً إلى دعم واشنطن لمؤتمر أنابوليس في تشرين الثاني 2007، قائلاً إن «المفاوضات منذ أنابوليس كانت أكثر تصميماً». وأضاف «رغم أن الاسرائيليين والفلسطينيين لم يتوصلوا بعد إلى اتفاق، فإنهم حققوا تطورات هامة»، معتبراً أنهم «وضعوا الحجر الأساس للثقة بالمستقبل».
وحذّر بوش مجدداً من أن واشنطن لن تسمح لطهران بحيازة السلاح النووي، قائلاً «لقد أوضحنا موقفنا، من أجل أمن شعبنا والسلام في العالم، لن تسمح أميركا لإيران بتطوير السلاح النووي». وأشار إلى أن «النظام الإيراني يواجه حالياً ضغطاً أكبر من أي وقت مضى من المجتمع الدولي». وبعد سرده «الإنجازات» التي حققتها إدارته قال إنه «لا تزال هناك تحديات خطيرة تواجه الشرق الأوسط، فإيران وسوريا تستمران في دعم الإرهاب، ويبقى تخصيب إيران اليورانيوم التهديد الأساسي للسلام، كما لا يزال الكثيرون في المنطقة يعيشون في ظل الاضطهاد». كذلك عبّر عن «إحباطه من وتيرة سير الإصلاحات الديموقراطية في الشرق الأوسط».
وتناول في خطابه، الذي لم يُشر فيه إلى أوباما، محاربة تنظيم «القاعدة» قائلاً إن «الجماعات الإرهابية مثل القاعدة قد فشلت في محاولتها الاستيلاء على الدول، وهي تواجه باطّراد الرفض الأيديلوجي من العالم العربي».
وتابع بوش عرض ما حققته إدارته في الشرق الأوسط قائلاً إنه «رغم كل التعقيدات والآمال المخيّبة، فان الشرق الأوسط عام 2008 أكثر حرية، وأملاً، ومكاناً واعداً أكثر مما كان عليه عام 2001»، حين أتى الى البيت الأبيض.
(أ ف ب)