بوتين: فقدانه «خسارة كبيرة» قرعت أجراس 600 كنيسة في موسكو، أمس، حداداً على البطريرك الروسي ألكسي الثاني، الذي توفي أمس عن عمر ينهاز الـ79 عاماً. هو الذي واكب الشيوعية وما بعدها.
ووصف رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، وفاة رئيس أكبر كنيسة أرثوذكسية في العالم بأنه «حدث مأسوي» و«خسارة كبيرة» لروسيا. وأعلنت المتحدثة باسم الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف، من نيودلهي، «إرجاء زيارة الرئيس التي كانت مقررة اليوم إلى إيطاليا».
وأعلنت وسائل الإعلام الروسية أن «المجمع المقدس» دعي إلى اجتماع طارئ اليوم، على أن يحدد موعد الجنازة واسم خلفه بالوكالة خلال هذا الاجتماع. ويفترض أن ينتخب المجمع المؤلف من مطارنة وكهنة وعلمانيين بطريركاً جديداً خلال مهلة ستة أشهر.
ولد ألكسي (اسمه العلماني ألكسي ميخايلوفيتش ريديغر) في مدينة تالين في استونيا لأسرة متدينة، في 23 شباط عام 1929. وانتخب رئيساً للكنيسة الأرثوذكسية عام 1990، وأعاد دورها المهيمن في المجتمع الروسي بدعم الكرملين، وخصوصاً الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين، وخلفه بوتين.
وأفادت وكالات الأنباء العالمية أنه كان في بدايات حياته عميلاً في جهاز الاستخبارات الروسي «كي جي بي»، تحت اسم سري هو «دروزدوف»، وحاز جائزة شرف من جانب السلطات السوفياتية عام 1988، تقديراً لمهمّاته. وأسهم موقعه كمسؤول ثان في جهاز العلاقات الخارجية في البطريركية في ذلك الوقت، في جعله قريباً من السلطة. وكان قد اتهم بتقديم معلومات إلى الـ«كي جي بي» عن الكهنة المنشقّين عن الكنيسة، وقد أرسله الجهاز إلى إنكلترا في مهمة سرية عام 1969.
وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي، أشرف ألكسي على ترميم الكنيسة في روسيا. وكان يُنظر إليه باعتباره شخصية وطنية موحدة، وخصوصاً في الفترة التي شهدت ضيقاً اقتصادياً شديداً واضطرابات سياسية.
وشهد العام الماضي حدثاً أساسياً، تمثّل في إسهام ألكسي في إعادة توحيد كنيسته مع الكنيسة الروسية في الخارج في 17 أيار عام 2007، في خطوة تاريخية وضعت حداً لثمانين عاماً من الانقسام تعود إلى الثورة البلشفية في 1917.
أما علاقته مع الكاثوليك، فاتّسمت بالـ«البُرود»، إذ كان يتهمهم بـ«التبشير»، ورفض استقبال البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. إلا أن هذه العلاقة تحسنت بعد انتخاب البابا الحالي بنديكتوس السادس عشر في 2005.
(الأخبار)