لا يبدو أن الأزمة الحالية بين نيودلهي وإسلام آباد تتجه إلى الحل، على الرغم من تأكيد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني القبض على مسؤولين في «عسكر الطيبة»، في ظل معلومات جديدة عن المهاجمين قد ترفع من حدّة الصراع، الأمر الذي دفع واشنطن إلى تكثيف جهودها الدبلوماسية لتسوية سلمية. وأعلن جيلاني، أمس، إلقاء القبض على مسؤولين رفيعي المستوى في جماعة «عسكر الطيبة»، تشتبه الهند في تورطهما في الهجوم على مدينة مومباي الهندية، وهما: زكي الرحمن لاخفي وزرار شاه. ونفى جيلاني أن تكون باكستان تعمل بضغط من نيودلهي. وقال «مهما كان العمل الذي نقوم به، فهو سيصبّ في مصلحة البلاد وشعبها». وأضاف «إذا أرسلت إلينا الهند نتائج تحقيقاتها، فسنجري تحقيقاً بناءً عليها».
وأضاف رئيس الوزراء الباكستاني أنه لم تصله معلومات حتى الآن عما إذا كان زعيم جماعة «جيش محمد»، مولانا مسعود أزهر، الذي ورد اسمه بين 20 متشدداًَ طلبت نيودلهي من إسلام آباد تسليمهم لإظهار تعاونها بعد الهجمات، قد احتجز أيضاً.
وكانت باكستان قد جدّدت، أول من أمس، رفض تسليم الهند أي مشتبه فيه محتمل في اعتداءات بومباي، مشيرة إلى أنها ستحاكمهم بنفسها إذا وجدت ضرورة لذلك. كذلك أعلنت استعدادها لمواجهة حرب جديدة إذا قررت نيودلهي القيام بعمل عسكري ولو محدد الأهداف.
وكان لاخفي، وهو أحد قادة العمليات في جماعة عسكر الطيبة الإسلامية، قد اعتقل خلال عملية دهم لمخيم للفقراء والنازحين تابع لـ«جماعة الدعوة»، التي تقوم بإدارة عدد من المدارس والعيادات الطبية. وهي جمعية خيرية، إلا أنها تقدم على أنها الجناح السياسي لعسكر طيبة.
وتأتي تصريحات جيلاني غداة إصدار الشرطة الهندية أسماء وصوراً لإسلاميين باكستانيين مشتبه فيهم. وقالت الشرطة إنها حصلت على معلومات جديدة عن المهاجمين، منها معلومات عن مسقط رأسهم، والتي إذا تم تأكيدها فإنها ستدعم ادعاءات الهند بأن الاعتداءات تم إطلاقها من باكستان.
في هذه الأثناء، أعلن رئيس شعبة مكافحة المخدرات الروسية، فيكتور ايفانوف، أن رجل العصابات الأشهر في الهند، داوود إبراهيم، ساعد المهاجمين من خلال تأمينه شبكة اتصالاته الخاصة لتحضير وتنفيذ الهجمات.
وتدعي الهند أن داوود إبراهيم هرب إلى باكستان بعد تنفيذه عدداً من التفجيرات في عام 1993 وأنه متهم بالتورط في تهريب المخدرات.
إلى ذلك، أعلن مسؤول أميركي، اشترط عدم الكشف عن اسمه، أن من المتوقع وصول نائب وزير الخارجية الأميركي، جون نيغروبونتي، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، إلى نيودلهي، لمحاولة الحوؤل دون انجرار المنطقة إلى الحرب.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)