فشلت المفاوضات السداسية التي استمرت أربعة أيام في التوصل إلى حل نهائي للملف الكوري الشمالي، بعد الخلاف على إجراءات التحقق اللازمة بشأن النشاطات النووية الماضية لبيونغ بيانغ، ما دفع واشنطن إلى التهديد بالتراجع عما وعدت به سابقاً. وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، كريستوفر هيل، إن كوريا الشمالية لم توافق على اقتراحات التحقق التي قدّمتها الدول المنخرطة في المحادثات السداسية (التي تشمل الولايات المتحدة والكوريتين واليابان وروسيا والصين). وأضاف «كان هناك الكثير من التوافق بين المندوبين، لكن على ما يبدو فإن كوريا الشمالية غير مستعدة للتوصل إلى بروتوكول للتحقق بكل المعايير المطلوبة».وكانت المحادثات السداسية قد بدأت الاثنين الماضي وانتهت أمس بالوصول إلى طريق مسدود. ولم يحدّد أي موعد للجولة الجديدة من المحادثات، إلا أن المندوب الأميركي أكد أنه «كان بالإمكان الحصول على موعد، لكنّهم لم يحاولوا»، مشيراً إلى أن «القضية الأساس تكمن في الحاجة إلى تخطّي بعض الاختلافات بين الطرفين وإنهاء البروتوكول»، من دون أن يفصح عن هذه الاختلافات.
وأشار هيل إلى أن «روسيا والولايات المتحدة لديهما الكثير من النقاط المشتركة بشأن ماهية العناصر الأساسية، وماذا يجب أن تكون المعايير. لذا حاولنا أن نعرّف كوريا الشمالية إلى هذه المعايير، لكننا لم نتمكن من ذلك».
من جهته، قال المبعوث الصيني وو داوي، الذي يترأس المحادثات، إن الدول الست أجرت «تقويماً للتقدم الذي حصل في الاتفاق على بنود التحقق»، مضيفاً أن «الدول قد ترحب بمساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
كذلك أكّد المندوبون أن الكوريين الشماليين بدوا كأنهم غير راغبين في العمل مع الاقتراح الصيني بشأن التحقق. ولم تصدر أي تفاصيل بشأن الاقتراح، لكنّ المندوبين قالوا إنه يتضمن بنوداً تتعلق بالعيّنات والزيارات إلى المواقع النووية.
على أثر فشل المحادثات، أعلن البيت الأبيض أنه سيعيد النظر في استراتيجيته حيال كوريا الشمالية. وقالت المتحدثة باسمه دانا برينو «بما أنهم قرّروا عدم التعاون معنا، وبما أن المفاوضات تراجعت، فسيكون علينا إعادة النظر في بعض الإجراءات التي سبق أن قلنا إننا سنقوم بها».
في المقابل، رجّح أحد خبراء الشؤون الكورية في الجامعة الأميركية في واشنطن، بيتر بيك، أن تستمر الأزمة النووية الكورية الشمالية، على الأقل حتى ينتقل الرئيس المنتخب باراك أوباما إلى البيت الأبيض. وقال: «الرياح المعاكسة تتجه بقوة نحو تلك المحادثات نظراً إلى أننا نتعامل مع التغيّر الحكومي في الولايات المتحدة واحتمال تغيّر النظام في كوريا الشمالية»، وذلك في إشارة إلى تقارير تحدثت عن مرض الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل بعد إصابته بجلطة دماغية.
(أ ب، أ ف ب)