مع مرور أسبوع على بدء المواجهات في اليونان، تتجه الأوضاع الأمنية إلى الهدوء، فيما تحولت الأنظار إلى الدول الأوروبية، مع تضاعف التظاهرات التي يقوم بها شبان مدفوعون بسخطهم من الأوضاع الاقتصادية في ظل الأزمة المالية العالمية.وشهدت اليونان، أمس، تظاهرات متفرقة. إذ نظم ما يقارب الأربعة آلاف شخص تظاهرة انطلقت من جامعة أثينا باتجاه البرلمان، وشارك فيها أساتذة وطلاب. ورددوا شعارات معادية للشرطة، رافعين لافتة كتب عليها «دولة قاتلة». كما هتفوا «الدماء تسيل وتطلب الانتقام». كذلك نظم ما يقارب الألف شخص تظاهرة سلمية في مدينة تسالونيكي التي تعد ثاني أكبر المدن اليونانية.
ووقعت مواجهات في العاصمة بين عشرات الشبان الذين ألقوا زجاجات حارقة ومقذوفات على رجال الشرطة، الذين ردوا بإطلاق قنابل مسيّلة للدموع، وألقوا القبض على عدد من المتظاهرين. كما اقتحم المتظاهرون الفرع الرئيسي للبنك الأهلي في وسط العاصمة، وطردوا الموظفين من داخله. كذلك احتل نحو 80 طالباً محطة إذاعية.
في هذه الأثناء، لا تزال السلطات في حالة تأهب، وخصوصاً مع استمرار احتلال المحتجين لعشرات الجامعات والمدارس. ففي أثينا، لا يزال معهد البوليتكنيك وكليات الزراعة والحقوق والآداب محتلة. وفي سالونيكي لا تزال عشر جامعات و12 مدرسة محتلة. ويستفيد هؤلاء الشبان من قانون يمنع الشرطة من دخول المؤسسات التعليمية، ويقومون بشن هجمات من وراء جدران الجامعات.
ويطالب المتظاهرون بمعاقبة المسؤولين عن مقتل فتى برصاص الشرطة الأسبوع الماضي، كما يطالبون باستقالة الحكومة باعتبارها مسؤولة عن تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد وتفشي الفساد.
وعلى وقع الاحتجاجات في اليونان، شهدت العديد من العواصم الأوروبية تظاهرات منددة باللجوء المتزايد للعنف. ففي بلغاريا، تظاهر أمس ما يقارب الألف شخص في العاصمة صوفيا، ودعوا إلى تشديد الأمن، وطالبوا الحكومة بإثبات قدرتها على فرض سيادة القانون واتخاذ إجراءات صارمة ضد العصابات وانتشار الجريمة وذلك بعد وفاة طالب يبلغ من العمر 20 عاماً إثر تعرضه لضرب مبرح في وقت سابق من هذا الأسبوع.
كذلك استغلت مجموعة من الطلاب الإيطاليين الذين يتبعون للحركة الطالبية الإيطالية، مشاركتها ضمن فعاليات الإضراب العام الذي أعلنته نقابة الاتحاد العام الإيطالي للعمل، واحتلت مبنى القنصلية اليونانية في عاصمة جزيرة صقلية، باليرمو، احتجاجاً على مصرع الفتى اليوناني.
وأعلنت وكالة أنباء الأناضول التركية قيام شبان أتراك برشق القنصلية التركية في مدينة أزمير، بالبندورة. كما شهدت كل من فرنسا وإسبانيا أعمال شغب محدودة.
( يو بي آي، أ ف ب، رويترز)