اتضحت الصورة في إسرائيل إزاء الهيكلية التي سيعتمدها الرئيس الأميركي المنتخب، باراك اوباما، في إدارة السياسة الخارجية في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، وارتباطها بالبرنامج النووي الإيراني والانسحاب من العراق
علي حيدر
ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن صورة إدارة باراك أوباما للسياسة الخارجية في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا بدأت تتبلور في إسرائيل. وأشارت إلى أن الرئيس المنتخب سيعين منسّقاً أعلى يشرف على خمسة مبعوثين خاصين، يعملون وفق تصوّره ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
وأوضحت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس المحتلة أن سياسة المبعوثين تنطلق من تصوّر لدى أوباما وكلينتون بأن كل النزاعات في الشرق الأوسط وجنوب آسيا مرتبطة، بصورة معينة، بقضية البرنامج النووي الإيراني وخطة انسحاب الجيش الأميركي من العراق. وعليه فإن ثمة أهمية للعمل في قنوات متوازية ولكن مُنسّقة، من أجل تحقيق إنجازات سياسية في جميع الجبهات. وذكرت «هآرتس» أن الاسم الأبرز لتولّي مهمة «المنسق الأعلى» هو المبعوث الأميركي الخاص للرئيس بيل كلينتون إلى الشرق الأوسط، دنيس روس، الذي يُطرح اسمه أيضاً مرشحاً لتولّي منصب كبير مستشاري وزيرة الخارجية. ووفق المعلومات الواردة إلى إسرائيل، سيعمل تحت إمرة روس خمسة مبعوثين خاصّين، أحدهم للشرق الأوسط يعمل في مجال عملية السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والمفاوضات بين إسرائيل وسوريا والوضع في لبنان. والمرشحون لتولي هذه المهمة هم وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول، والسفير الأميركي السابق لدى إسرائيل دان كيرتزر، والسفير الأميركي السابق لدى إسرائيل ومصر مارتن إنديك، الذي أعلن الأسبوع الماضي أن «على إسرائيل التوقف عن توقعاتها بالحصول على شيكات مفتوحة من الولايات المتحدة». وسيعالج مبعوث خاص الشأن العراقي ويشرف على المفاوضات في كل ما يتعلق بخطة سحب الجيش الأميركي من العراق. ويتولى مبعوث آخر قضية فتح الحوار مع طهران بشأن برنامجها النووي، وسيشارك في نقاشات الدول الكبرى بشأن رزمة الحوافز لإيران مقابل وقف برنامجها النووي. ويعمل مبعوث خاص بأفغانستان وباكستان على استقرار الوضع الأمني في أفغانستان ومنع تعزيز حركة «طالبان»، والمرشح المركزي لهذا المنصب هو ريتشارد هولبروك، الذي كان مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة بين السنوات 1999 و2001. وسيركّز المبعوث الخاص إلى كوريا الشمالية على مواصلة المفاوضات بشأن تفكيك قدراتها النووية ورفع العقوبات الدولية عنها في أعقاب ذلك. من جهة أخرى، أوصى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، الذي يتوقع أن يؤثر في سياسات أوباما في المنطقة، بتعزيز الاتفاقات الأمنية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية كشرط لأي تقدم نوعي في المفاوضات السياسية. وعدّ ذلك أكثر أهمية من تسوية مشاكل القدس ومستقبل اللاجئين. وتحفّظ التقرير على فكرة إرسال قوة دولية من أجل القيام بالمهمات الموكلة حالياً إلى أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.