مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي في إيران، تتضاعف وتيرة الحراك السياسي ليتحوّل إلى اتهامات متبادلة بين المحافظين والإصلاحيين
طهران ــ محمد شمص
أين أموال النفط المكدسة في المصارف وكيف تستخدمها الحكومة الإيرانية؟ سؤال هيمن على المشاركين في مؤتمر «النفط والتنمية والديموقراطية»، الذي واصل أعماله في العاصمة الإيرانية بمشاركة خبراء اقتصاديين وسياسيين إصلاحيين ومعارضين للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. المؤتمر وجّه انتقادات لاذعة إلى سياسات الحكومة النفطية و«سوء الإدارة في الاستفادة من العائدات النفطية والعملات الأجنبية»، الأمر الذي أثار موجة انتقادات وأسئلة مضادة من جانب المحافظين تركّزت على الرئيس الإصلاحي السابق، محمد خاتمي، وطالبته بالكشف عن مصير خمسين مليار دولار من عائدات النفط، منها ستة مليارات لم تدخل ميزانية حكومته، بحسب تقرير رسمي لديوان المحاسبة صدر عام 2004، وهي آخر سنة من عهد خاتمي.
ولم يقدّم القيادي الإصلاحي أي إجابات بشأن ذلك، ما دفع رئيس المركز السياسي لحزب «المؤتلفة»، محمد كاظم انبارلوئي، إلى تحدّي خاتمي في أن يتحدث للشعب الإيراني عن الغموض بشأن هذه الأموال ومصيرها. لكن صحيفة «ميد» الاقتصادية المتخصصة، ذكرت أن حكومة خاتمي استخدمت ـــ خلافاً للقانون ـــ أموال النفط لسد العجز في الميزانية. وفي السياق، حذّر «الطلاب الديموقراطيون» في جامعة طهران خاتمي من «غضبهم التاريخي» إذا ما أخفق في آخر فرصة له أثناء لقائه طلاب الجامعة المقرر اليوم. وأصدر التجمع بياناً قال فيه «هل لا يزال خاتمي يعتبر أن الطلاب الإيرانيين دمى فيما كان هو الدمية التي يحرّكها الآخرون؟». في هذه الأثناء، منح المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي الخامنئي، في لقاء طلاّبي، الرئيس نجاد جرعة دعم قوية فوصفه بأنه «الرئيس الثوري الملتزم الناشط والشجاع، وأنه من الافتخارات الثورية والعلمية الكبرى في البلاد».
إلى ذلك، أعلن المرشح الإصلاحي للرئاسة، الشيخ مهدي كروبي، أنه لن يتراجع عن ترشّحه مهما كانت الظروف وحتى لو ترشّح خاتمي وغيره من الإصلاحيين، مؤكّداً في اجتماع الشورى المركزية لحزب «اعتماد مللي»، أنه لن يقبل المساومة أو التفاوض والنقاش في الموضوع. وهدد بكشف ما يدور من مداولات حالية في جبهة الإصلاحيين لكن بعد الانتخابات.
ومن جهته، رفض الأمين العام لجبهة خط الإمام والقيادة، حبيب الله عسكر اولادي، تأليف حكومة وحدة وطنية وعدّها تجاهلاً لأصوات الملايين من الناخبين الإيرانيين الذين اختاروا الرئيس نجاد.