وصلت الاحتجاجات اليونانيّة، أول من أمس، إلى ذروتها، قبل أن يعود الهدوء صباح أمس إلى البلاد في ذكرى مرور أسبوع على مقتل الفتى ألكسيس غريغوروبولوس، على يد الشرطة.وكانت المناوشات قد بدأت عندما هاجم شبّان مركز الشرطة في حي أكسارشيا، الذي شهد مقتل الفتى، وردّت الشرطة بإطلاق الغاز المسيّل للدموع، لتفريقهم وطاردتهم في الأحياء المجاورة.
ووقعت بعد ذلك مصادمات متفرقة تركزت على المصارف والمقارّ الحكومية، حيث رمى مجهولون زجاجات حارقة على فرع مصرف «يوروبنك» اليوناني في حي بانورمو، ما ألحق أضراراً مادية به، وأدى إلى إحراق سيارتين. كما استهدف مجهولون بزجاجات حارقة فرعين لمصرف اليونان الوطني، وأحد مكاتب وزارة البيئة والأشغال العامة في حي باتيسيون.
وفي سالونيكي، انفجرت عبوتان من صنع يدوي، أمام مكاتب الحزب الشيوعي اليوناني. كذلك حطم نحو مئة شاب مركزاً رياضياً، قبل أن يلجأوا الى مباني الجامعة.
ومن المتوقع أن يشهد مطلع الأسبوع تظاهرات كبرى للقطاع التربوي أمام البرلمان وسط تخوف من تجدد الاضطرابات التي كانت قد بدأت قبل 9 أيام وامتدت إلى عشر مدن في اليونان، مسببةً خسائر بلغت 200 مليون يورو في أثينا وحدها. كما أسفرت عن اعتقال أكثر من 400 شخص وجرح العشرات.
في غضون ذلك، أظهر استطلاع للرأي، نشرته صحيفة «ريل نيوز»، وشمل عيّنة من 1000 شخص، أن الحزب المحافظ الذي يرأس الحكومة حصل على تأييد 20.6 في المئة، أي أقل بـ 5.6 في المئة مما حصلت عليه المعارضة الاشتراكية. ولكن 55 في المئة ممن شملهم الاستطلاع أشاروا إلى أن أيّاً من الطرفين لا يبدو قادراً على التعامل مع الأزمة الحالية. كما اعتبر 62 في المئة منهم أن ردود الفعل على إطلاق النار على الفتى لا تغتفر، فيما رأى 35 في المئة منهم أن العنف الذي شهدته العاصمة كان مبرراً.
وأظهر استطلاع آخر شمل 520 شخصاً، أن اليونانيين يرون في أعمال العنف المستمرة أكثر من مجرد رد فعل لإطلاق النار. ورداً على سؤال عما إذا كانت أعمال الشغب هي عبارة عن انتفاضة اجتماعية، أجاب 60 في المئة من المستطلعين بنعم، ورأى 64 في المئة أن رجال الشرطة غير مستعدين للعنف.
واستمرت التظاهرات المتعاطفة مع مقتل الفتى في الخارج، إذ نفذ ناشطون من اليسار الروسي تظاهرة في موسكو أمام السفارة اليونانية، واعتقل ما لا يقلّ عن ثمانية منهم، بحسب المنظمين والشرطة. وقال ناطق باسم شرطة موسكو «بعد توجيه عدة نداءات لهم لمغادرة المكان، تم اعتقال زعيم حركة «أ ك م»، سيرغي أودالتسوف، وسبعة ناشطين آخرين».
(أ ف ب، رويترز)