strong>العرب يريدون «المشاركة» في حوارها مع طهران... ونجاد يهاجم «الفرعون» ساركوزيفي ضوء المخاوف العربية من ترتيبات غربية تجاه إيران تتجاهل مصالحهم، جمعت الدول الست، أمس، وزراء خارجية دول الخليج في نيويورك، للتباحث في الملف الإيراني، في وقت بدت فيه طهران مشغولة في أزمتها مع فرنسا في ضوء حرب التصريحات المستعرة بين الطرفين

نيويورك ــ نزار عبود
عقد وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولية وألمانيا اجتماعاً في نيويورك، أمس، مع وزراء خارجية خمس دول خليجية، هي: الكويت والبحرين والسعودية وقطر والإمارات، بحضور أردني ومصري وعراقي، لبحث «الترتيبات الإقليمية» في المرحلة المقبلة في ضوء الحوافز التي ينوي الغرب تقديمها لإيران.
لكن وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، التي دعت إلى الاجتماع، اكتفت بالقول في نهايته «إن اللقاء ركّز على سياسة إيران في المنطقة وطموحاتها النووية». وأضافت أن المجتمعين أعربوا عن دعمهم لدور مجلس الأمن الدولي ومجموعة «5+1» والوكالة الدولية للطاقة الذرية في ما يتعلق بملف إيران النووي. وتابعت أنه «مع ملاحظة فائدة هذه المشاورات، أعرب المجتمعون عن رغبتهم في مواصلة هذه اللقاءات على أساس منتظم»، مؤكدة أن «إيران لم تدع للحضور».
ورداً على سؤال عن تسلح إسرائيل النووي، قالت رايس: «هناك لدى مجلس إدارة وكالة الطاقة تصميم وطموحات إلى أن يصبح الشرق الأوسط خالياً من الأسلحة النووية في يوم من الأيام».
وفي السياق، قال مسؤول عربي لـ«الأخبار» إن «المسائل لا يجوز أن تقتصر على الحوار بين الدول الست وإيران من دون مشاركة عربية. وإذا كانت تخص المنطقة فلا بد أن تكون دول المنطقة معنية». وأضاف أن «الدول الست تحدثت عن التفاوض مع إيران ولم تفصح عن نياتها في المرحلة المقبلة، لكن النقطة التي كانت تهم مصر والدول الأخرى من الجانب العربي، هي الوضع الإقليمي وترتيبات إقليمية وطبيعتها»، مؤكداً أن «أي عمل عسكري لم يكن مطروحاً بتاتاً».
بدوره، قال مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، مجاد عبد الفتاح، لـ«الأخبار»: «مشاغلنا هي من مشاغل دول الخليج بالنزعة الإيرانية إلى الرغبة في السيطرة على منطقة الخليج، والملف النووي، إلى غير ذلك من المخاوف الأمنية والسياسية المرتبطة بالتعاون مع إيران في المنطقة». وأضاف: «هي مخاوف ليست جديدة والاجتماع ليس الأول ولن يكون الأخير، بل هناك اجتماعات أخرى اتُّفق عليها بعد تولي الإدارة الأميركية الجديدة مهامها، والهدف هو التنسيق وتبادل الآراء في ما يتعلق بالعروض المقدمة إلى إيران من ناحية، بحيث يكون متفقاً مع مصالح الخليج العربي والدول المحورية في المنطقة مثل مصر والأردن والعراقفي المقابل، ردت البعثة الإيرانية في نيويورك على المؤتمر. وقالت في بيان إن «إيران تجد نفسها دعامة لاستقرار وتنمية منطقة الخليج الفارسي في الشرق الفارسي وتعوّل كثيراً على استقرار المنطقة ورخائها، وإسهامها كبير لهذه الغاية. كذلك فإنّ إيران تتمتع بعلاقات وديّة وأخوية قوية مع دول الخليج وما وراءها، وهذه المحاولات العقيمة من الولايات المتحدة لن تؤثر على تلك الحقائق».
من جهة ثانية، تصاعدت الأزمة بين طهران وباريس، مع هجوم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، معلناً رفضه مصافحة «المستكبرين»ـــــ في رد على رفض سيد الإليزيه مصافحة «شخص يريد محو إسرائيل عن الخريطة».
وسخر نجاد من ساركوزي قائلاً: «مثلك كمثل الطفل الغنّوج الذي يرفض الطعام من والديه، ثم يعود إليه». وأضاف، خلال احتفال جماهيري في مدينة أهواز (جنوب إيران): «أقول لذلك المحترم الذي يسعى دوماً إلى تقليد القوى الكبرى عندما يقف خلف المنصة ويحاول أن يتحدث كفرعون ويردد دوماً أنه لا يتصافح أو يتباحث مع من يدعو إلى محو الكيان الصهيوني، إن لا أحد في إيران يدعو لمصافحتك أو التباحث معك كي تضع مثل هذه الشروط».
إلى ذلك، ذكر تقرير صادر عن معهد بريطاني أن الضعف الذي تعانيه إيران من الناحيتين السياسية والاقتصادية يمكن أن يقدم الحافز المطلوب لإحداث اختراق في الخلاف الدائر حول ملفها النووي.
وأفاد التقرير، الذي أعدّه السفير البريطاني السابق لدى إيران، ريتشارد دالتون ويصدر اليوم عن المعهد الملكي للشؤون الدولية «تشاتم هاوس»، بأن «سياسات إيران الداخلية وقطاع الطاقة لديها وقوتها الإقليمية قد تكون غير قوية بما يكفي كي يستمر القادة الإيرانيون في مقاومة المطالب الدولية الداعية» إلى بدء «مفاوضات جادة بشأن برنامجهم النووي». وفيما رأى أن الاقتصاد لا يزال يمثّل نقطة الضعف بالنسبة إلى إيران، شدّد على أن العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها «سيكون لها تأثير محدود».