فيما يتابع الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، تشكيل إدارته، حيث أعلن أول من أمس أعضاء فريقه للطاقة والبيئة، أطلّ نائب الرئيس المنتهية ولايته ديك تشيني ليؤكّد تأييده للمواقف التي أضرت بسمعة إدارته في الداخل والخارج وكانت سبباً لسقوطها: الحرب على العراق، والإغراق، ومعتقل غوانتانامو.واختار أوباما عالم الفيزياء، الحائز جائزة نوبل، ستيفن تشو، لتولّي منصب وزير الطاقة، والمدافعة عن البيئة، كارول براونر، لترؤس فريق المستشارين لشؤون الطاقة والتغيير المناخي.
ويدير تشو مختبرات بيركلي القومية في كاليفورنيا، ويعدّ من أشد الداعين إلى الحد من انبعاث الغازات عن طريق تطوير مصادر طاقة جديدة. أما براونر، التي أطلق عليها أوباما لقب «قيصر الطاقة»، فكانت تدير وكالة حماية البيئة خلال عهد الرئيس السابق بيل كيلنتون.
ومن بين الأعضاء الآخرين، الذين عينهم أوباما في فريق الطاقة، المديرة السابقة لوكالة حماية البيئة في نيوجيرسي، ليزا جاكسون، لرئاسة وكالة حماية البيئة، ونانسي سيوتلي لمنصب مديرة وكالة نوعية البيئة في البيت الأبيض.
وقال أوباما، خلال تقديمه فريقه، «ليس هناك تناقض بين النمو الاقتصادي والممارسات البيئية السليمة». وأضاف «لا أملك كرة سحرية، ما أستطيع التحكم فيه هو اتخاذ قرارات جيّدة وحذقة». وتابع «نعرف أننا سنخلق وظائف، ونعرف أننا سنضع أنفسنا على مسار النمو المتواصل». ولفت إلى أن الطاقة والاقتصاد يسيران معاً، وأن إدارته ستركز على الأمن القومي والاقتصاد وتأمين الكوكب للأجيال المقبلة.
كما اختار أوباما رئيس المدارس العامة في شيكاغو، أرني ديونكان، لوزارة التعليم، فيما يتوقع أن يعين السيناتور عن ولاية كولورادو، كين سالازار (53 عاماً)، لوزارة الشؤون الداخلية، التي تتولى إدارة الموارد الطبيعية والإشراف على عمل الوكالات الوطنية، مثل مكتب تنظيم الأراضي والحدائق العامة أو المعهد الجيوفيزيائي الأميركي.
ويعدّ سالازار، على غرار أوباما، من الحرس الجديد في الحزب الديموقراطي. وكان قد انتخب عضواً في مجلس الشيوخ للمرة الأولى عام 2004. وتولى رئاسة إدارة الموارد الطبيعية في كولورادو، كما عمل وزيراً للعدل في الولاية. ووصفته صحيفة «نيويورك تايمز» بأنه «مدافع غيور على الموارد الطبيعية ومعارض لاستخدام الصخور القارية (التي يمكن الحصول منها على البترول) على الأراضي الأميركية». وسوف يأتي تعيين سالازار لاستكمال تشكيل الفريق المكلف بالتعامل مع تحديات البيئة في إدارة أوباما المقبلة.
من جهة ثانية، أعلن زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ، هاري ريد، في بيان له، أن السيناتور الديموقراطي، جون كيري (65 عاماً)، سيتسلم رئاسة لجنة العلاقات الخارجية اعتباراً من الشهر المقبل، وذلك خلفاً للسيناتور جوزيف بايدن، نائب الرئيس المنتخب.
وقال كيري، في بيان من إسلام آباد، «يشرفني أن أخدم كرئيس للجنة. أعرف من خبرتي منذ كنت شاباً أنها يمكن أن تؤثر في مسار أمننا وتسهم في تعزيز قيمنا ومبادئنا في العالم».
وكان اسم كيري قد ورد في قائمة المرشحين لشغل منصب وزير الخارجية في إدارة أوباما، وبعد اختياره السيناتور هيلاري كلينتون، أوصى أوباما بتولي كيري رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.
أما في ما يتعلق بمقعد هيلاري في مجلس الشيوخ، فيبدو أن ابنة الرئيس الراحل، جون كينيدي، جاكلين، تسعى وراءه. فقد أعلن حاكم نيويورك، دايفيد بارتسون، أنها (جاكلين) «أخبرته بأنها تتطلع من أجل تبوّء المنصب».
إلى ذلك، أثنى تشيني على اختيار أوباما لفريقه الأمني قائلاً عنه إنه «فريق جيد»، وذلك خلال مقابلة مع قناة «أي بي سي»، دافع خلالها مجدّداً عن قرار الحرب على العراق، وأساليب «الإغراق» التي اعتمدتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركيّة «سي أي إيه» لاستجواب المعتقلين، معتبراً أنها «مبرّرة» في ظل الحرب على الإرهاب. وعارض إغلاق معتقل غوانتنامو.
وقال تشيني عن أوباما «لست قريباً منه، ومن الواضح أنني لا اتفق معه سياسيّاً. هو ليبرالي فيما أنا محافظ». ثم أضاف «لكنني أعتقد أن الاحتفاظ بروبرت غيتس في وزارة الدفاع، فكرة ممتازة. وجيمس جونز سيكون فعالاً جداً في منصب مستشار الأمن القومي». ورغم أنه أشار إلى أنه «لم يكن ليختار هيلاري»، إلا أنه قال إنها «قوية، ذكية، تعمل بكد، وستكون ما يحتاج إليه أوباما».
ورأى تشيني أن أسلوب «الإغراق» كان وسيلة ملائمة من أجل استجواب مدبّر هجمات 11 أيلول، خالد الشيخ محمد. وأصرّ على موقفه من غوانتانامو، قائلاً إنه «يمكن أن يغلق فقط عندما تنتهي الحرب على الإرهاب». وأضاف «غوانتانامو كان ثميناً للغاية. وأعتقد أنهم سيدركون أن محاولة إغلاقه ستكون صعبة جداً».
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي)