لا تزال الأوضاع بين نيودلهي وإسلام آباد في مرحلة جس النبض؛ أخبار عن تصعيد يجري نفيها في اليوم التالي، في ما يبدو أنها استراتيجية يستعملها الطرفان للوقوف على مدى استعداد الطرف الآخر للحربأقرّ وزير الخارجية الهندي، براناب مخرجي، أمس، بأن عملية السلام الشاقة مع باكستان تشهد «توقفاً» على أثر اعتداءات مومباي، مستبعداًً نشوب حرب رابعة مع الدولة المجاورة لها، وذلك في وقت توعدت فيه «عسكر طيبة» الهند بالنضال حتى تحرير كشمير.
وقال براناب، من سريناغار العاصمة الصيفية لكشمير الهندية: «أقر بتوقف عملية الحوار الشامل (مع باكستان) بسبب هجمات مومباي». وشدد على أن نيودلهي «تنتظر من باكستان أن تلتزم عدم السماح باستخدام أراضيها لشن هجمات إرهابية على الهند، وقد أكدنا ذلك، لوزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي». وأضاف: «نتوقع أن تسود الحكمة، وأن تترجم الطمأنات إلى أفعال، لأنها تأتي من قيادة مؤسساتية لهذا البلد».
ورداً على سؤال عما إذا كانت هجمات مومباي ستؤثر على العلاقات الهندية الباكستانية إزاء مسألة كشمير، قال برناب إن الهجمات «لن تؤثر على العلاقات الثنائية المتعلقة بمسألة الحدود، لا يجب أن ننظر إلى الموضوع من منظور العلاقات الهندية الباكستانية أو من منظور كشمير، إنها أمر يتعلق بحرب عالمية على الإرهاب».
وكان وزير الدفاع الهندي، إيه كي أنتوني، قد أعلن في وقت سابق أمام مجموعة من الضباط في نيودلهي، أن بلاده لا تخطط لعمل عسكري ضد باكستان، لكنه حضها على التحرك ضد المجموعات الإسلامية الناشطة على أراضيها، محذراً من انعكاس الأمر بشكل دائم على العلاقات الثنائية المتوترة أساساً بعد اعتداءات مومباي. وأضاف: «علينا التفكير دوماً في أمن شعبنا».
ونفى أنتوني أن تكون نيودلهي تخطط لإلغاء الهدنة المطبقة منذ خمس سنوات على الخط الفاصل بين البلدين في كشمير، مشيراً إلى أن «كل شيء طبيعي لأن قواتنا دائماً مستعدة».
من جهة ثانية، توعدت جماعة «عسكر طيبة» الإسلامية، التي ألقيت عليها مسؤولية هجمات مومباي الشهر الماضي، بمواصلة قتالها للهند حتى تحرير كشمير. ونفى المتحدث باسم الجماعة، عبد الله غزنوي، أن تكون «عسكر طيبة» وراء هجمات مومباي كما يدعي المسؤولون الهنود. وقال «إن قتالنا من أجل حرية كشمير سيستمر. وهذه أجندتنا الوحيدة».
واتهم غزنوي الحكومة الهندية بالربط بين «نضال كشمير من أجل الحرية، والإرهاب لإضفاء الشرعية على احتلالها لأرضنا». وأضاف: «أود أن أطمئن المجتمع الدولي إلى أنه لم يكن لنا أي يد على الإطلاق في هجمات مومباي. ونحن ندين مثل هذه الهجمات بشدة»، داعياً الأمم المتحدة إلى إجراء «تحقيق حيادي في الأدلة التي تزعم الهند حيازتها».
وتجدر الإشارة إلى أن الهند وباكستان خاضتا حربين، من بين ثلاثة حروب نشبت بينهما، بسبب الخلاف على كشمير المقسّمة بينهما.
(ا ف ب، يو بي آي)