تنشغل إدارة الرئيس الأميركي، جورج بوش، في وضع مخططات طوارئ «إرشادية» للإدارة المقبلة من أجل التعامل مع حالات استثنائية يمكن أن تواجهها في المرحلة الأولى من الحكم، كهجوم إرهابي أو انفجار أزمة دوليةذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، أن البيت الأبيض حضّر عشرات خطط الطوارئ لإرشاد الرئيس المنتخب باراك أوباما إذا انفجرت إحدى الأزمات الدولية خلال الأيام الأولى من إدارته، وذلك كجزء من عملية تفصيلية من أجل انتقال مرن للسلطة لم يحصل منذ أحداث 11 أيلول عام 2001.
وتصور هذه المذكرات مجموعة من الاحتمالات المختلفة، كانفجار الأزمة النووية الكورية الشمالية، أو هجوم محتمل على أنظمة الكومبيوتر الأميركية، أو ضربة إرهابية ضدّ المصالح الأميركية ما وراء البحار أو أزمة جديدة في الشرق الأوسط. وتضع مجموعة من الخيارات أمام أوباما كي يأخذها بعين الاعتبار.
وتذهب خطط الطوارئ هذه إلى أبعد ممّا وصلت إليه الإدارات السابقة، مع تعهد الرئيس الحالي جورج بوش وأوباما بالعمل معاً من أجل تأمين انتقال أكثر فعالية للسلطة في أوقات الحرب والهجوم الإرهابي.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، غوردون جوندرو، «أردنا أن نزودهم، ولا سيما في الأسابيع القليلة الأولى من إدارتهم، بالأسس، حيث يكون لديهم بعض المعلومات من أجل اتخاذ قراراتهم». وأضاف أن «خطط الطوارئ تؤمن للرئيس احتمالات مختلفة من أجل التجاوب مع بعض الحالات بدلاً من تحديد مسار معين للعمل»، مشيراً إلى أنها «لائحة من خيارات طوارئ محتملة، وليست حصرية أو فرضية كأن تقول: تلك هي الأشياء الوحيدة التي يمكن عملها».
وأعرب بعض الديموقراطيين في الفريق الانتقالي لأوباما عن تقديرهم للجهود، التي قام بها فريق بوش. وقال أحدهم «هذا لا يعفي إدارة بوش من بعض الأحكام التي صنعتها خلال السنوات الماضية، لكنه الشيء السليم الذي يمكن فعله». ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن المسؤول السابق في مكافحة الإرهاب في إدارة كلينتون، روجير كريسي، قوله إن الخطط التي حُضّرت «غير اعتيادية»، وأنهم «لم يفعلوا ذلك خلال المرحلة الانتقالية بين بوش وكلينتون، حينها كان العالم مختلفاً... لكنْ اليوم لديك حربان في العراق وأفغانستان وحرب ساخنة ضدّ القاعدة».
فضلاً عن ذلك، ذكرت الصحيفة أن وزارة الأمن الداخلي قامت بتدريبات على الأزمات لأكثر من 100 موظف سيشغلون مناصبهم ريثما يصدق مجلس الشيوخ على تعيينات أوباما في إدارته العتيدة. كما دعت الإدارة الحالية أعضاء فريق أوباما الانتقالي من أجل حضور «تدريبات على المستوى الوطني» مقررة في 12 و13 من كانون الثاني المقبل، وتتضمن محاكاة ماذا يمكن أن يحصل إذا تعرض الرئيس لجلطة دماغية، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مصادر رسمية.
ويخطط مسؤولو مكافحة الإرهاب الرفيعو المستوى لأن يقدموا شخصياً تقارير لنظرائهم الجدد في إدارة أوباما لإطلاعهم على التهديدات الأكبر التي يرونها. كما قدّم البيت الأبيض عشرات المذكرات السياسية الطويلة المدى إلى الإدارة العتيدة، يحدد خلالها أبرز القضايا الملحة التي سيواجهها الفريق الجديد وكيف يرى مساعدو بوش حالة كل من هذه القضايا. وقال البيت الأبيض إن تلك المذكرات تهدف إلى مساعدة الإدارة المقبلة، لا وضع الإملاءات لها، وقد ذكر أفراد في فريق أوباما أنهم سيأخذونها في عين الاعتبار.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ لجنة التحقيق بأحداث 11 أيلول، لحظت مشاكل خلال مرحلة التسليم بين الرئيسين بيل كلينتون وبوش. ودعت إلى عملية انتقال أفضل بما أن «الاعتداء الكارثي يمكن أن يقع عندما ينعدم الانتباه أو يقلّ». وقالت إن الاهتمام بالأمن القومي خلال مرحلة ما بعد الانتخابات يعود إلى أن «الإرهابيين» يشنون هجماتهم في العادة خلال مرحلة انتقال السلطة. فقد وقع هجوم «القاعدة» على مركز التجارة العالمي عام 1993 بعد أسابيع من تسلم كلينتون السلطة. كما وقعت سلسلة من التفجيرات في مدريد عام 2004 قبل ثلاثة أيام من الانتخابات الوطنية. ووقع هجوم غلاسكو 2007 بعد أيام من تسلم غوردن براون السلطة في بريطانيا.
إضافة إلى الهجمات الإرهابية، يمكن للرئيس العتيد أن يواجه اختباراً دولياً مبكراً وغير متوقع على جبهات عدة، كما توقع نائبه جوزيف بايدن خلال الحملة الانتخابية. وتورد الصحيفة مثالاً ما حصل خلال المرحلة الانتقالية بين كلينتون وحورج بوش الأب، حيث دفعت الأزمة الإنسانية في الصومال بوش إلى إرسال قوات أميركية للتدخل.
في المقابل، يقول الخبير في الأمن القومي، جيمس جاي كارافانو، إن الاختبار الحقيقي لأوباما سيكون استلام القيادة «كرئيس عليه التفكير في إدارة الأزمة، الشيء الأهم ليس اتخاذ القرارات بل العلاقات العامة».
(الأخبار)