تواصل روسيا استغلال إنتاجها العسكري، الذي يتمتع بقدرة تنافسية عالية في الأسواق العالمية، للمضي قدماً في فتح أسواق جديدة، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط. فقد أعلن النائب الأول لمدير الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني، ألكسندر فومين، أمس، أن روسيا تعتزم تطوير تعاونها العسكري مع ليبيا التي «كانت وستبقى شريكاً تقليدياً لروسيا في المجال العسكري التقني».وأشار فومين إلى أن روسيا تجري لهذه الغاية محادثات مع ليبيا، لتزويدها بأنواع مختلفة من الأسلحة والتقنيات العسكرية. ويأتي الحديث عن التعاون العسكري بين البلدين، بعيد الزيارة التي قام بها الزعيم الييبي معمر القذافي لروسيا الشهر الماضي، حيث جرى الحديث في حينه عن رغبة ليبية في شراء 16 طائرة قتالية من طراز «سو -30 م ك إي»، ودبابات «ت-90»، ومجموعة من منظومات الدفاع الجوي الصاروخية «تور- م 2أ»، وقطع غيار للمعدات العسكرية، التي كانت قد حصلت عليها ليبيا من روسيا في أوقات سابقة، في صفقة من المتوقع أن تبلغ قيمتها نحو ملياري دولار.
وأعلن فومين أيضاً مواصلة روسيا لتعاونها العسكري مع إيران. ورأى أن التعاون العسكري بين البلدين، يتيح استقرار منطقة الشرق الأوسط، إذ إن «له تأثيراً إيجابيّاً على استقرار المنطقة». وأضاف «لقد طوّرنا هذا التعاون، ونحن نطوّره وسنواصل ذلك»، مشدداً على أن «المنافسة شديدة» في مجال بيع الأسلحة لإيران.
في هذا الوقت، نقلت وكالة الأنباء الروسية، ريا نوفوستي، عن مصادر لم تحددها أن روسيا تعمل حالياً لإنجاز عقدها لتسليم أنظمة صواريخ «اس 300» المضادة للطائرات لإيران، وذلك على الرغم من المعارضة الأميركية والإسرائيلية لهذه الخطوة، على اعتبار أنها تمثّل تهديداً للاستقرار في الشرق الأوسط.
من جهة ثانية، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي، سيرغي إيفانوف، أنه رغم الأزمة المالية العالمية، فإن صادرات روسيا من الأسلحة ستتجاوز 8 مليارات دولار هذا العام، بزيادة مليار دولار عن 2007. وأشار إلى أن القيمة الإجمالية لطلبات المعدات العسكرية التي تلقتها روسيا من الدول الأجنبية، ستصل إلى 33 مليار دولار بحلول نهاية العام الحالي.
إلى ذلك، أعلن الجيش الروسي، أمس، أن القوات المسلحة الروسية، سوف تكون مزوّدة بصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية بحلول عام 2020، ما يمكنها من التغلب على تدابير دفاعية مثل الدرع الصاروخية الأميركية.
وأشار قائد القوات الصاروخية الاستراتجية الروسية، الجنرال نيكولاي سولوفتسوف، إلى أنه «بحلول 2015 ـــــ 2020، فإن القوات الصاروخية الاستراتيجية الروسية ستمتلك منظومات قذائف جديدة ستسمح بتعزيز الخصائص القتالية وستكون قادرة على الاضطلاع بأي مهمات، بما في ذلك، في الظروف التي يستخدم فيها العدو تدابير دفاعية، مثل منظومة الدرع الصاروخية». ولفت إلى أن قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية تعمل على «تطوير ووضع نظم جديدة للصواريخ تتماشى في قدراتها مع التهديدات التي تواجهها حالياً».
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز، نوفوستي)