لم تنتهِ مرحلة جس النبض الهندية ـــ الباكستانية بعد، إذ عادت إسلام آباد، أمس، لتّتهم نيودلهي بخرق أجوائها من خلال استدعاء دبلوماسي هندي رفيع المستوى في العاصمة الباكستانيّة للاحتجاج، وذلك في وقت أعلن فيه وزير خارجيتها أن قائد «جيش محمد»، الموضوع على لائحة أكثر المطلوبين، لا يزال طليقاً.وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، أمس، إن بلاده استدعت نائب المفوض الأعلى الهندي، فوهرا مانبريت، للاحتجاج على ما تردد من اختراق طائرات حربية هندية، غير مقصود، للمجال الجوي الباكستاني. وقال بيان للخارجية إن «مانبريت استدعي إلى مبنى وزارة الخارجية وسلّم مذكرة دبلوماسية». وتضمنت المذكرة التعبير عن «قلق الحكومة الباكستانية من اختراق الطيران الحربي الهندي أجواءها، السبت الماضي، بما لا يتوافق مع الاتفاقات الثنائية».
وأضاف المتحدث باسم الخارجية إنه «جرى تسليم نائب المفوض السامي الهندي احتجاجاً كتابياً على انتهاك المجال الجوي، جاء فيه أن هذه الواقعة مخالفة لاتفاق أبرم عام 1991 بهدف منع مثل تلك الحوادث».
من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، أن قائد «جيش محمد»، مولانا مسعود أزهر، المتهم بالهجوم الذي استهدف البرلمان الهندي في الـ2001، وأحد أهم المطلوبين للعدالة في الهند، ليس قيد الاحتجاز في باكستان، وهو لا يزال طليقاً.
وفي السياق، أكد الرئيس الباكستاني، آصف زرداري، في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أنه لا يوجد دليل على تورط باكستان في اعتداءات مومباي في نهاية تشرين الثاني.
ورداً على سؤال، قال زرداري، من اسلام أباد، إن «كون التحقيق بشأن اعتداءات مومباي لم ينته فهو لا يريد استخلاص النتائج». وأضاف «ما نقوله هو أننا نريد التعاون وتعلمون كما يعلم الجميع أن التحقيق يجري على مراحل. وهذا التحقيق لا يزال في أوله والدلائل الدامغة لم يجرِ التوصل إليها بعد». وختم بالقول إننا «نتحفظ على إصدار الأحكام» إلى أن تحصل الهند وباكستان على «أدلة راسخة»، مذكراً بأنه طالب بتحقيق مشترك.
وعلى مسار التحقيقات، أمر القضاء الهندي بوضع الهنديين، فهيم انصاري وسابو ديوم، اللذين يشتبه بأنهما على علاقة بالمجموعة الإسلامية الباكستانية المتهمة بتنفيذ اعتداءات مومباي، قيد السجن الاحترازي بعد مثولهما أمام قاض.
وطبقاً لقانون الجزاء سمح القاضي لشرطة مومباي باعتقال أنصاري، الذي كان قد أُلقي القبض عليه في شباط في شمال الهند وبحوزته بحسب الشرطة خرائط أعدت يدوياً عن أبرز معالم العاصمة الاقتصادية الهندية، التي استهدف بعضها خلال هجمات مومباي.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)