توعّدت حركة «طالبان» الأفغانية الأميركيين بهزيمة ساحقة «مثل تلك التي واجهتها القوات السوفياتية في الثمانينيات»، وذلك بعد إعلان واشنطن نيّتها نشر ما يقارب 20 إلى 30 ألف جندي أميركي إضافي في أفغانستان مع حلول الصيف المقبل.وقال المتحدث باسم الحركة، يوسف أحمدي، «كل يوم يغيرون خطابهم لإخفاء هزيمتهم، يريدون الآن أن يرسلوا إلى أفغانستان عدد القوات نفسه الذي أرسله السوفيات في الثمانينيات، لكنهم منوا بهزيمة نكراء». وأضاف «عندما يرفع الأميركيون عديد قواتهم إلى هذا المستوى فسنلحق بهم أيضاً هزيمة نكراء»، مشيراً إلى أن «الأميركيين عندما يصبحون أكثر عدداً يتحولون إلى أهداف أكثر سهولة».
ورأى أحمدي أن «الحلف الأطلسي وقوات التحالف التي جاءت تحتل أفغانستان تواجه مشاكل صعبة وهزائم قاسية، بما في ذلك حول العاصمة كابول»، موضحاً أن «عوامل الوضع والمناخ والتضاريس في أفغانستان تحول دون انتصار القوات الأجنبية في هذا البلد».
وكان رئيس أركان الجيوش الأميركية، الأميرال مايكل مولن، قد أعلن أول من أمس إرسال عشرين إلى ثلاثين ألف جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان بحلول الصيف المقبل. كذلك ذكرت صحيفة «صندي تايمز»، أمس، أن مسؤولي الدفاع في بريطانيا يضعون خطط طوارئ لإرسال قوات إضافية قوامها 3000 جندي إلى جنوب أفغانستان في العام المقبل. وقالت إن القوات البريطانية الجديدة تشتمل على وحدات من المشاة والمدفعية والهندسة والقوات الخاصة وسيتم استخدامها للتصدي للنشاطات المتزايدة لقوات طالبان في إقليم هلمند.
وينتشر نحو 8100 جندي بريطاني حالياً في أفغانستان معظمهم في إقليم هلمند. ويبلغ عديد جنود الدول الأخرى ضمن قوات حلف شمالي الأطلسي «إيساف» 35 ألفاً، ما يعني أن عدد الجنود الأجانب سيبلغ قرابة المئة ألف، وهو عدد قريب من عدد الجنود السوفيات الذين انتشروا في أفغانستان في الثمانينيات وبلغ بين مئة و160 ألفاً.
ورحبت كابول بالإعلان الأميركي، إلا أنها لفتت إلى أنه يجب نشر هذه القوات في المناطق الجنوبية المضطربة وعلى الحدود مع باكستان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، سلطان أحمد باهين، «نحن نرحّب بزيادة عديد القوات، إلا أن لدينا مطلبين رئيسيين: الأول، نشر هذه القوات في مناطق تحتاجها، ولا سيما في ولاية هلمند وعلى طول الحدود الشرقية التي يتسلل عبرها الإرهابيون إلى البلاد. والثاني، أن تقوم هذه القوات الإضافية بالمساعدة في تكثيف تدريب وإعداد قوات الأمن الأفغانية».
من جهة ثانية، أشار نائب الرئيس الأميركي، ديك تشيني، في مقابلة مع قناة «فوكس»، إلى أنه لا يعلم إن كان زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن لا يزال حياً، قائلاً «لا أعلم، وأعتقد أنه لا يزال حياً». وأضاف «توفرت لدينا أدلة محددة من وقت إلى آخر، وسيتم نشر صورة أو شيء ما يسمح لأجهزة الاستخبارات بأن تقدر ما إذا كان حياً».
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي)