باريس ـ بسّام الطيارةمرّ خبر مؤتمر الحزب الشيوعي الفرنسي الرابع والثلاثين بين نقاط الإعلام من دون أن يثير أي اهتمام أو «حشرية». وقد يجد البعض هذا طبيعياً بعدما بات «الحزب التاريخي» يمثّل، في أحسن حالة، 3.4 في المئة من الناخبين في أي انتخابات تحصل.
أعاد المؤتمر بأعضائه الـ٩٠٠، من دون أي مفاجأة، انتخاب ماري جورج بوفيه لمركز الأمين العام الأول للحزب بـ67.72 في المئة، إلا أن الحدث بالنسبة إلى المتابعين، لم يكن في «التجديد لبوفيه» ولا حتى باستقالة الأمين العام السابق روبير هيو، من الحزب وانضمامه إلى حزب يساري جديد، لا بل انحصر في صعود نجم جديد في أفق الحزب الشيوعي، الذي يئن تحت وطأة غبار التاريخ وعدم التجديد.
ماري بيار فيو، اسم جديد في فلك الشيوعية الفرنسية. تسعى إلى التجدّد وإخراج الحزب من سياق التراجع وفقدان الشعبية بين الطبقات العاملة. فيو في العقد الرابع، وهي «شيوعية ابنة شيوعي»، كما تعرّف عن نفسها. وتضيف «إني شيوعية شرعية من القناة التاريخية للحزب»، وهي نائبة رئيس منطقة «ميدي بيرينيه» في جنوب فرنسا المعروفة بـ«أرض اليسار».
رغم انتمائها إلى المكتب السياسي المنتهية ولايته و«ضمانة عودتها على لائحة بوفيه»، فقد فضلت الترشح على لائحة منشقة منافسة وحصدت 16.38 في المئة، ما عدّه البعض «نتيجة مشرفة جداً» وبدأ عديدون ينظرون إليها بمنظار «النجم الصاعد الذي يجب أن يؤخذ بالحسبان».
وضمّت لائحتها المنشقة عدداً من الذين استبعدتهم بوفيه، والذين تقدموا تحت شعار «تحوّل الحزب الشيوعي»، وهو التعبير الذي «سحبته اللائحة الفائزة من بيان برنامجها السياسي». وقالت فيو، قبل الانتخابات، «إن لم نتحرك وإن لم نتجاوز وضعنا اليوم، فإننا ذاهبون إلى الزوال».
وفي المقابل، تنكر بوفيه كل الاتهامات بـ«الجمود» التي توجه لإدارتها للحزب. وتشير إلى أن برنامجها يحوي العديد من الإشارات إلى ضرورة إجراء «تحولات إبداعية وخلاقة» للحزب وأنه تم تكليف لجنة وطنية الانكباب على هذا العمل للوصول إلى اقتراحات «للتجديد».
إلا أن عدداً من المراقبين يرون في «صراع الماريَيْن» (ماري جورج وماري بيار) أوجه شبه للصراع بين مارتين أوبري وسيغولين رويال، وإن كان أقل حدة وضوضاء، ويتفق هؤلاء على أن «التنافس الأنثوي على القيادة» بات يميّز اليسار الفرنسي. ولكنهم يشددون على وجوب متابعة صعود الزعيمة الشيوعية الشابة الجديدة لأنها تحمل من المؤهلات ما يمكن أن يجعلها «نجمة إعلامية» للصحافة الشعبوية.