حذّر وزير الدفاع الباكستاني، أحمد مختار شودري، نيودلهي أمس من أن جيشه قادر على الدفاع عن البلاد إذا ما فرضت الحرب عليها، فيما اتهم وزير الخارجية الهندي، برناب موخرجي، إسلام آباد بمحاولة التملص من مسؤولياتها، مؤكداً أن الباب مفتوح أمام جميع الخيارات. ونقلت شبكة «جيو تي في» الباكستانية عن شودري قوله للصحافيين في لاهور، إن «الهنود لا يريدون الحرب، لأنها إذا نشبت، لا سمح الله، فقد تتطور إلى حرب نووية، وهذا ما يمثّل عامل ردع ضدها». ورأى أن تصريح زعيمة حزب المؤتمر الهندي، سونيا غاندي، عن حرب مع باكستان «لم يكن أكثر من تصريح انتخابي، لأن الهنود يعتقدون أن هجمات مومباي مماثلة لهجمات 11 أيلول 2001 على الولايات المتحدة، بمعنى أنها نفذتها مجموعات مستقلة عن الدول». ويأتي كلام شودري، الذي أكده رئيس الحكومة يوسف رضا جيلاني، بالتزامن مع إرسال القوات الجوية الباكستانية مقاتلاتها فوق عدد من المدن الكبرى، في إشارة إلى زيادة «اليقظة والحذر». وذكر المتحدث باسم القوات الجوية، هومون فيكار زيفير، أنه «في البيئة الحالية، كثفت القوات الجوية الباكستانية من حالة الحذر والتيقظ».من جهتها، أشارت الهند، التي اتهمت باكستان بمحاولة صرف اللوم عن نفسها بخصوص هجمات مومباي، إلى أن جميع الخيارات مفتوحة لجعل باكستان تلتزم القضاء على الإرهاب على أراضيها. فقد نقلت وكالة «برس ترست» الهندية عن وزير الخارجية، براناب موخرجي، قوله: «إننا نتوقع من باكستان أن تفي بوعودها وتنفذ التزاماتها كدولة مسؤولة في المجتمع الدولي». وأضاف أن بلاده مجبرة على السعي لتحقيق هدفها بجعل باكستان تتحرك للقضاء على الإرهاب. وأكد موخرجي، في اجتماع مع السلك الدبلوماسي «أنه يجب تفكيك البنية التحتية للإرهاب في باكستان إلى الأبد»، مشيراً إلى أن الضغط الذي وضعه المجتمع الدولي على باكستان لم يكن كافياً. وقال: «لقد كنا نريد أن نرى نتائج أفضل لمحاولة الولايات المتحدة إجبار باكستان على التعاون في التحقيقات حول الهجمات».
وحول إذا كان العمل العسكري خياراً مطروحاً، قال موخرجي: «إذا سألتم عن النزاع العسكري فلن تحصلوا على إجابة أمام الإعلام. هناك وضع حساس. ونحن تركنا جميع الخيارات مفتوحة»، مشدداً على أن هذا الخيار ليس نيته.
وعلى مستوى آخر، أعلنت باكستان أن جماعة «عسكر جنجوي»، السنية المتطرفة المحظورة التي يتردد أن لها علاقة بـ«القاعدة»، ضالعة في التفجير الذي استهدف فندق الماريوت وأدى إلى مقتل 60 شخصاً في أيلول في إسلام آباد، مؤكدة القبض على شخصين مشتبه فيهما. أما على جبهة الحرب مع «طالبان»، فقال مسؤولو استخبارات باكستانيون وسكان إن طائرات يشتبه في أنها أميركية بلا طيار، أطلقت صاروخين على منطقة وزيرستان الجنوبية الباكستانية على الحدود الأفغانية، ما أدى إلى سقوط 7قتلى.
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب)