جوهانسبورغ ــ الأخباريحكم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، حزب الأيقونة نيلسون مانديلا، جنوب أفريقيا ويدير البلاد منذ عام ١٩٩٤، عندما أودى بنظام التفرقة العنصرية وانتصر في أوّل انتخابات متعددة. ولكن منذ أسبوع، تعيش العاصمة بريتوريا على وقع حدث سياسي كبير، هو انشقاق في الحزب الحاكم، بعدما أعلن قسم غير قليل من محازبيه الرغبة في تأسيس حزب جديد.
واختار المجتمعون في بلومفونتين، الذين تجاوز عددهم ٣٠ ألفاً بحسب المنظمين، وزير الدفاع السابق موسيوا ليكوتا رئيساً للحزب، ورئيس الوزراء السابق لإقليم جوتنغ، مركز الأعمال حول جوهانسبرغ، مبهازيما شيلوا، نائباً أول للرئيس.
ويتفق المراقبون على أن الرئيس السابق ثابو مبيكي هو «المحرك المعنوي» للحزب الجديد، الذي أنشأه سياسيون ينتمون إلى تيار الوسط. وكان ليكوتا قد استقال بعدما أطاح المؤتمر الوطني، بزعامة يعقوب زوما، مبيكي من منصب رئيس الدولة.
وبحسب بعض المشاركين في «الجلسة التأسيسيّة»، فإن الحزب يسعى إلى الاستفادة من القلق بين ناخبي الطبقة المتوسطة وفي قطاع الأعمال إزاء «تأثير النقابات والشيوعيين في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي»، ما يوحي بأن «النزاع إيديولوجي مع الحزب الأم». وشدّد الحزب الجديد على أنه سيعمل على مواصلة النمو الاقتصادي ومحاربة الفقر والبطالة، وأنه يستعد لخوض الانتخابات العامة المقبلة في آذار من العام المقبل. والواقع أن بروز هذا الانشقاق ليس إلّا رافداً من روافد انعدام التوازن في الحياة السياسية داخل «العملاق الأفريقي». إذ إن إقصاء مبيكي والطريقة التي جرى بها ذلك عبر إصدار أمر من المؤتمر الوطني، أثارا بعض الامتعاض في أوساط سياسية وإعلامية. فقد صدر أكثر من تعليق على ما إذا كان «الحزب الحاكم يملك كل الصلاحيات في الجمهورية؟». إذ إن كل الانتقادات السابقة لمبيكي بشأن سياسته لم تستطع إيذاءه سياسياً، فإذا بقرار حزبي يجبره على التنازل لحزبي آخر عن موقع «رئيس البلاد» الذي يمثل به كل المواطنين.
ولا يتردد بعض المراقبين في القول إن «قبول مبيكي» كان مناورة سياسية بارعة سمحت له ولمناصريه بتسليط الأضواء على ممارسات الحزب القابلة للانتقاد، من دون أن يصيب أياً من «مزايا الحزب، أي الممارسة الديموقراطية الداخلية». وهو ما يمكن أن يجلب للحزب المنافس الجديد أصوات الطبقات التي «وضعت وراء ظهرها التاريخ وتريد الالتفات نحو المستقبل»، وبناء دولة حديثة من دون «تشنج محازبي الحزب الحاكم، الذي يعيش على أمجاد كسر نظام الفصل العنصري».


لا يتردد بعض المراقبين في القول إن قبول الرئيس السابق ثابو مبيكي التنحي كان مناورة سياسية بارعة سمحت له ولمناصريه بتسليط الأضواء على ممارسات الحزب القابلة للانتقاد، من دون أن يصيب أياً من «مزايا الحزب، أي الممارسة الديموقراطية الداخلية». وهو ما يمكن أن يجلب للحزب الجديد أصوات الطبقات التي «تريد الالتفات نحو المستقبل» وبناء دولة حديثة