رجّحت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، أمس، أن يسير الرئيس المنتخب باراك أوباما على خطى إدارة جورج بوش الحالية في ما يتعلق بالعديد من قضايا السياسة الخارجية، ولا سيما في التعامل مع الملف الإيراني.ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن رايس قولها إن «السبب وراء احتمال استمرار بعض الجوانب هو أن ما سعينا إلى فعله هو ترتيب أو تنظيم مجموعات دولية تكون قادرة أولاً على التعامل مع المشاكل الصعبة بطريقة متعددة الجوانب، ومن ثمّ حلها»، في إشارة إلى نهج إدارة بوش حيال كوريا الشمالية والصراع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي والجهود حيال إيران.
وأقرّت وزيرة الخارجية بأن إدارة أوباما ستكون لها طريقتها الخاصة في التعامل مع قضايا السياسة الخارجية، إلا أنها توقعت أن تواجه عراقيل في سعيها لإحداث اختراقات للمشاكل التي فشلت إدارة بوش في حلها. كذلك عبّرت عن قلقها حيال التعيينات المتوقعة، التي تخطط لها إدارة أوباما، لإرسال مبعوثين خاصين إلى المناطق الساخنة في العالم، مشدّدةً على ضرورة عدم التقليل من أهمية الأدوار التي يؤديها سفراء الولايات المتحدة ودبلوماسيوها.
وذكرت الصحيفة أن تصريحات رايس من شأنها أن تحبط التوقعات بأن تتبنى الإدارة الجديدة سياسة خارجية مغايرة تماماً لنهج إدارة بوش، ولا سيما أن كثيراً من الذين اختارهم أوباما لتولي مناصب وزارية في حكومته هم من التيار الوسطي، الذي نال استحسان الجمهوريين، رغم أن الرئيس المنتخب تعهّد خلال حملته الانتخابية اتباع سياسة مختلفة عن الإدارة المنصرفة في قضايا عديدة، وفي مقدّمتها التغير المناخي ومعتقل غوانتانامو.
وكان الرئيس المنتخب قد انصرف لتمضية عطلة الأعياد برفقة عائلته في هاواي منذ السبت الماضي، لكن من المتوقع أن يُصدر بين اللحظة والأخرى تقريراً عن علاقة أعضاء فريقه الانتقالي بحاكم ألينوي، رود بلوكوفيتش، المتهم بمقايضة مقعد مجلس الشيوخ الخاص بأوباما في مقابل مال أو وظيفة. ولا يُتوقع أن يقطع أوباما إجازته العائلية التي تستمر 12 يوماً عبر إدلائه بتصريحات عن التقرير.
وكان أوباما قد أصدر، أول من أمس، بياناً، أعلن فيه تأليف مجموعة عمل برئاسة نائبه جوزف بايدن لمساعدة العائلات الأميركية من الطبقة الوسطى التي تأثرت بالأزمة الاقتصادية. وتضم المجموعة وزراء الصحة والعمل والتربية، وستبدأ عملها مع تسلم الإدارة الجديدة مهامها في 20 كانون الثاني المقبل. وقال أوباما إن «الطبقة الوسطى ستكون في صلب عملي يومياً في البيت الأبيض».
(يو بي آي، أ ب)