ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، أن القيادتين العسكريتين الأميركية والأفغانية تخططان لإسقاط تجربة الصحوات العراقية «الناجحة» على أفغانستان، من خلال تدريب ميليشيات محلية لقتال حركة «طالبان». وأشارت إلى أن الميليشيات ستوظّف من أجل مساعدة القوات الأمنية الأميركية والأفغانية في المناطق الجبلية الواسعة والوعرة. ومن المفترض أن تبدأ العمل مع بداية العام المقبل في مقاطعة وارداك، حيث تنشط «طالبان» بقوة.وقالت مصادر رسمية أميركية وأفغانية إنهم يعتزمون نشر ميليشيات محلية تتكون من 100 مقاتل إلى 200 في كل مقاطعة، على أن يقاتل المسلحون في القرى التي يعيشون فيها. ومن أجل تأمين جدارة المقاتلين، ينوي الأميركيون والأفغان الاعتماد على زعماء القبائل أو رجال الدين، من أجل اختيار عناصر الميليشيات.
وقال وزير الدفاع الأفغاني، رحيم وارداك، إن هؤلاء العناصر سيُعطون فترة وجيزة من أجل التدرّب على استخدام السلاح، كالبنادق الهجومية وقاذفات القنابل، وأجهزة الاتصالات. لكن الخطة مفعمة بالمخاطر، إذ يخشى العديد من الأفغان أن تخرج الميليشيات المكوّنة من قبائل البشتون عن السيطرة، فتقوم بدب الرعب في الجماهير ثم الانقلاب على الحكومة.
ونقلت الصحيفة عن عضو البرلمان، صالح محمد ريجيستاني، قوله إن «هناك قتالاً بين البشتون وغير البشتون»، مضيفاً إن «حربا أهلية ستندلع قريباً».
في المقابل، ذكر عسكريون أميركيون أنهم يفضلون تجنيد الجيش الأفغاني وقوات الشرطة، إلا أنهم غير متوافرين. ونقلت الصحيفة عن نائب قائد القوات الأميركية المسلحة في البلاد، الجنرال مايكل تاكر، قوله إنه «لا يوجد عدد كاف من عناصر الشرطة، وليس لدينا الوقت الكافي لتجهيزهم».
لكن أمام هذه المخاوف، أعرب المسؤولون عن ثقتهم بأنهم سيُبقون هذه الميليشيات تحت السيطرة، كما يمكنها أن تقوم بالعديد من المهمات ومن ضمنها توفير المعلومات الاستخبارية عن «طالبان». وقال تاكر «لا نعلم متى ينتقل الأشرار إلى البلدة، لكن السكان المحليين يعلمون كل شيء».
ويُتوقع أن تكون المهمة الجديدة صعبة جداً، فقد نقلت الصحيفة عن قائد طالباني قوله «نحن نعيش في المقاطعات والقرى، لا في الجبال، الناس معنا نحن».
(الأخبار)