ماكونيل يحذّر من «مفاجأة» بداية العهد: الأشهر الأولى تكون الأكثر هشاشةأياً يكن الرئيس الأميركي المقبل، لا شك أن التهديدات التي سيواجهها طائلة، فجورج بوش حرص على أن يورث سيد البيت الأبيض الجديد عصراً مليئاً بالاضطراب والفوضى السياسية والاقتصادية، وهو إرثٌ مثّل مؤشّراً لوجهة المعركة الانتخابية بما لا يشتهيه الجمهوريون
ثلاثة أيام فقط تفصل عن موعد انتخابات الرئاسة الأميركية، والمرشح الجمهوري جون ماكاين لا يزال واثقاً بأنه سيقلب صيرورة المعركة لمصلحته، فيما يحاول خصمه الديموقراطي باراك أوباما استمالة الجمهوريين، في معركة لم تمنع حماوتها وشدة حماسة المتنافسين فيها الاستخبارات الأميركية من أن تُذكر بالإرث الفوضوي و«المفاجأة» التي قد يواجهها الرئيس المقبل.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مدير الاستخبارات الوطنيّة الأميركيّة، مايك ماكونيل، قوله في خطاب ألقاه في ولاية تينيسي إن التنافس على الطاقة والمياه والغذاء سيؤدي إلى قيام نزاعات بين الدول لم يشهدها العالم منذ عقود عديدة، وأن التغيير المناخي والفوضى الاقتصادية العالمية سيضاعفان من آثار هذه النزاعات.
وقال ماكونيل إن لائحة المتاعب ستصل قريباً إلى ذروتها بعد وصول الرئيس المقبل إلى البيت الأبيض، مضيفاً «بعد خفوت حماسة الرئيس الجديد إثر فوزه في الانتخابات، سيغرق إلى حد ما عندما يبدأ بالتركيز على وقائع التغييرات والتحديات الكبيرة التي تواجهه».
وتابع مدير الاستخبارات أنه إلى جانب النزاعات والأخطار المتوقعة «هناك دائماً مفاجأة». وحذّر من أنّ الأشهر الأولى من أي رئاسة جديدة هي «المرحلة الأكثر هشاشة»، مشيراً إلى أن معظم الهجمات الإرهابية الرئيسية وقعت خلال السنة الأولى من عهد الرئيسين جورج بوش وبيل كلينتون.
وفي مقابلة مع برنامج «صباح الخير أميركا» على محطة «أي بي سي»، أعرب ماكاين عن ثقته بالانتصار، قائلاً «أنا واثق بالانتصار، شاركت في العديد من الحملات الانتخابية، الحماسة أكبر من أي حملة أخرى شاركت فيها». وتهرّب مجدّداً من إرث جورج بوش، مشيراً إلى أنّه لا ينوي انتهاج السياسة ذاتها.
ويبدي الجمهوريون قدراً عالياً من الثقة بتغيّر معطيات الاستطلاعات. وقال المسؤول عن الاستطلاعات في حملة ماكاين، بيل ماكينتورف، إن «أرقام أوباما في انخفاض في ميسوري وبنسلفانيا، فيما يرتفع عدد مؤيدي ماكاين».
في المقابل، أمضى أوباما يومه الانتخابي في الولايات الغربية الوسطية، وتوقف وقتاً قصيراً في شيكاغو، ثم انتقل إلى ديسموينز ـ أيوا قبل أن يحط في أنديانا، إحدى الولايات الحاسمة. وفي مقابلة على شبكة «أم أس أن بي سي»، حاول أوباما التودد للناخبين الجمهوريين مقدّماً نفسه مرشحاً من أجل الوحدة، قائلاً إنه «لا يمكنه بناء غالبية تعمل للتغيير إذا انتخب رئيساً من دون غطاء من الحزب الجمهوري».
وأضاف أوباما «لقد تعرض الحزب الجمهوري للاختطاف من جانب جزء غير كفوء وأيديولوجي، ما زلت قادراً على الوصول إلى جزء كبير من المعتدلين الجمهوريين الذين يتوقون للتغيير».
وفي السياق، أعلن مدير حملة اوباما، ديفيد بلوف، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، أن الديموقراطيين سيهاجمون في عقر دار الجمهوريين ببث دعاية تلفزيونية لأول مرة منذ بدء الحملة في أريزونا (جنوب غرب) وهي معقل جون ماكاين.
وجال أوباما، أول من أمس، في ولايات فلوريدا وفيرجينيا وكولومبيا وميسوري، التي كانت فيها أيضاً مرشحة ماكاين لمنصب نائب الرئيس سارة بالين.
وقالت بالين، عن أوباما أمام حشد انتخابي، إنه سيكون «قائداً عسكرياً لم يُختبر»، وعن نفسها وماكاين قالت إنهما حياديان. فرد أوباما بالقول «لا يمكنك القول إنك مستقل عندما يكون كل ما قمت به على مدى ثماني سنوات هو الانحياز».
وتحاول حملة ماكاين الكشف عن صفقة عقارية سمحت للمرشح الديموقراطي باراك أوباما بشراء منزله الحالي في شيكاغو بمساعدة صديقه رجل الأعمال الأميركي السوري الأصل طوني رزقو المتهم بالفساد.
وانضم السيناتور الجمهوري السابق بيتر فيتزجيرالد إلى مستشار حملة ماكاين، إيد أوكالاهان، في الدعوة إلى فتح تحقيق بالصفقة. وطالب برفع شكوى إلى مجلس الشيوخ لإجراء «تحقيق أخلاقي في الصفقة العقارية، لمعرفة ما إذا كان أوباما قد تلقى هدية من رزقو أو أموالاً في مقابل تقديم خدمة».
في هذا الوقت، يستمر التصويت المبكر بغزارة قبيل الموعد الرسمي للانتخابات. وأشارت جامعة جورج ماسون إلى أنّ أكثر من 20 مليون أميركي أدلوا بأصواتهم حتى الآن، أي نحو 14 في المئة من الـ 124 مليون مقترع في انتخابات 2004 الرئاسية.
وفي استطلاعات للرأي أجرتها «أسوشييتد برس ـ ياهو»، تفوق أوباما على ماكاين بفارق 8 نقاط (51 مقابل 43 في المئة). وعلى مستوى الولايات، أظهر استطلاع أجرته جامعة تكساس أنّ ماكاين يتقدم على منافسه بفارق 11 نقطة في تكساس، حيث يعتقد 23 في المئة من السكان أن أوباما مسلم.
(الأخبار، أ ب)