طهران ـ محمد شمصاشتدت وتيرة الخلاف السياسي بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في إيران، لتصل إلى مواجهة غير مباشرة بين الرئيس محمود أحمدي نجاد ورئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، بعد طرد الأخير لمدير مكتب الرئيس لدى البرلمان، إبراهيم عبّاسي، الذي سارع إلى تقديم استقالته.
لاريجاني كشف النقاب عن محاولة عبّاسي شراء أصوات النواب لصرف النظر عن مساءلة وزير الداخلية، علي كردان، الذي اعترف بتزويره شهادة الدكتوراه.
قضية كانت قد أثارت موجة غضب عارمة لدى نواب المجلس، الذي طالب العشرات من أعضائه بمساءلة الوزير وإقالته وطرد مدير مكتب الرئيس، الذي قبل معاون نجاد للشؤون البرلمانية والقانونية استقالته، أمس.
وفي السياق، أوضح لاريجاني، أمام النواب، أن تحقيقاً أجري في هذا الشأن تحت إشراف النائب أبو ترابي ( المقرّب من المرشد الأعلى علي خامنئي)، وتبيّن أنّ مدير مكتب الرئيس أعطى لبعض النواب قروضاً بقيمة خمسين مليون ريال ( 5000 دولار أميركي) وأخذ موافقتهم على عدم التصويت أو إلغاء طلب مساءلة وزير الداخلية. وقال لاريجاني «إنه أمر مشين وغير لائق ويسيء إلى مجلس الأمة، ولهذا يمنع على عبّاسي دخول مبنى البرلمان».
في هذه الأثناء، يواصل نواب تكتّل «المبدئيين»، بدعم كبير من لاريجاني، حملتهم لإقالة وزير الداخلية الذي يتمسّك بالوزارة رغم اعترافه بخطئه وعدم اقتناع نجاد بضرورة إقالته.
ويرى مراقبون أن هذا السجال السياسي هو جزء من الحملات الانتخابية للمرشحين إلى الرئاسة العاشرة، ولا سيما التنافس الحاد بين مرشح حزب «المبدئيين» والرئيس نجاد.
في المقابل، يقترب الإصلاحيون من حسم موقفهم بشأن مرشحهم للانتخابات، وخصوصاً بعد الإرباك الشديد في صفوفهم الذي سبّبه ترشّح رئيس حزب اعتماد ملي (ثقة الشعب)، مهدي كروبي، وانزعاج بعض رموز الإصلاحيين من هذه الخطوة التي وصفت بالمنفردة، وحديث البعض عن احتمال عودته عن ترشحه.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم حزب «كوادر البناء»، حسن مرعشي، أنه إذا لم يترشّح الرئيس السابق محمد خاتمي للانتخابات، فإن أحد كوادر التيار الإصلاحي، حسن روحاني، سيكون أحد مرشحيه الجدّيين. وأوضح مرعشي أن ستة أحزاب إصلاحية، هي كوادر البناء وثقة الشعب وحزب المشاركة وحزب المجاهدين ومجمع الروحانيين وحزب العمل الإسلامي، ألّفت لجاناً للتشاور ومناقشة الموضوع.
إلى ذلك، انضم الرئيس السابق للمصرف المركزي، طهماسب مظاهري، الذي أقيل في أيلول الماضي بسبب خلافاته مع نجاد، إلى لائحة المرشحين الأربعة، معلناً أنه مرشح مستقل ولا صلة له بأي حزب سياسي.