إن صدقت استطلاعات الرأي الأميركية، وأوصل الناخبون مرشح الحزب الديموقراطي، باراك أوباما إلى البيت الأبيض، فإن القلق الإسرائيلي المعبّر عنه في كتابات عدد من المعلقين والمحللين، سيتحول إلى نوع من الهاجس، بانتظار تبلور السياسة النهائية للإدارة الجديدة
يحيى دبوق
رغم القلق الإسرائيلي، الذي يعبّر عنه صحافيّو الدولة العبرية، من احتمال وصول أوباما إلى الرئاسة الأميركيّة، فإن إسرائيل الرسمية تواصل صمتها ولم يتخذ أي من مسؤوليها موقفاً واضحاً لمصلحة أيّ من المرشحين.
وقلق إسرائيل ينبع، حسبما نقلت صحيفة «معاريف» عن محافل سياسية، «من أن تكون تصريحات أوباما المؤيدة لإسرائيل، من دون رصيد حقيقي، وأنها ترمي فقط إلى إقناع الناخب اليهودي، ولا سيما المتبرعين اليهود، بأنه صديق لإسرائيل».
ورغم هذه الخشية، تضيف الصحيفة، «تبذل محافل سياسية مهنية في وزارة الخارجية الإسرائيلية جهوداً كبيرة للتقرب من مستشاري اوباما، بهدف إيجاد علاقات طيبة معهم». وتشدد على أن «الطريق إلى أذن اوباما تمر عبر مستشاريه»، مشيرة إلى أنهم «في الخارجية الإسرائيلية تنفّسوا الصعداء لدى تعيين (السيناتور) جون بايدن نائباً لأوباما، الذي يعبر عن تعاطف كبير مع إسرائيل».
وقالت الصحيفة إن هناك «أمراً واحداً يزعج مصادر سياسية في اسرائيل، ألا وهو أن إيران قريبة من امتلاك سلاح نووي، وإذا فاز اوباما، فإن سياسته ستكون مختلفة عن سياسات ماكاين حيال إسرائيل والشرق الأوسط، إذ إنه يفضل الدبلوماسية الفعالة في مقابل الحلول العسكرية». وأضافت إن «أوباما لا يربط المفاوضات التي ينوي إجراءها مع الإيرانيين بتنفيذهم شروطاً مسبّقة، ويرى أن قصف المنشآت النووية الإيرانية، ليس إلا مخرجاً أخيراً»، وهو ما يخالف رأي ماكاين، الذي يضع شروطاً مسبّقة على الإيرانيين، ويرى ضرورة «قصف إيران إذا لمس منهم خطراً».
وأوجزت الصحيفة المضامين العامة للاختلافات القائمة بين المرشحين للرئاسة الأميركية، على الشكل الآتي:
ــ المستوطنات: يرى اوباما وجوب أن تحترم إسرائيل الاتفاقات الدولية التي التزمت بها، كما يتعين على الفلسطينيين التنازل عن قسم من المناطق (المحتلة)، فيما يرى ماكاين وجوب إزالة مستوطنات منعزلة، لكن لن تملي الولايات المتحدة الخطوات الواجب على اسرائيل أن تقوم بها.
ــ حزب الله: يرى اوباما أن «حزب الله جهة معادية في الشرق الأوسط، وأن هناك علاقة بين تعزّز وضع إيران والأخطاء التي ارتكبها الغرب، وبين وقاحة الحزب»، فيما يرى ماكاين أنه «توجد مصلحة لأميركا في ألّا ينجحوا، إذ إنهم في حال نجاحهم، سيصلون إلى إنجازات في كل العالم، وإسرائيل ليست عدوهم الوحيد».
ــ إيران: يرى اوباما ضرورة اللقاء مع الزعماء الإيرانيين، من دون شروط مسبقة، أما قصف المنشآت النووية الإيرانية، فإنه مخرج أخير، بينما يشترط ماكاين للقاء الإيرانيين تنفيذهم للشروط المسبقة، وإذا وجد خطراً من جانبهم، فإنه سيعمد إلى قصف المنشآت الإيرانية.
ــ «حماس»: يرى اوباما أن فشل حركة «حماس» في غزة وعدم تمكّنها من توفير نمط حياة نوعي للفلسطينيين، يمنعان الشعب هناك من الإيمان بها، فيما يرى ماكاين وجوب عدم إجراء مفاوضات مع المنظمة الإسلامية، إذ «لا يمكنني أن أفهم كيف يمكن الحديث مع شخص ما، يكرّس نفسه لتصفيتك».