strong>أوباما أبلغ عبّاس دعمه لحقّ الفلسطينيّين في القدس الشرقيّة وفي دولة مستقرّّة وسياديّة!في ذروة الانقسام الفلسطيني، يبدو أن هناك ما يوحّد بين سلطتي الضفة الغربية وقطاع غزة، ألا وهو تأييد وصول المرشّح الديموقراطي، باراك أوباما، إلى البيت الأبيض، رغم الحرص رسميّاً على انتقاد المرشّحين

رام الله ــ أحمد شاكر
غزة ــ قيس صفدي
لا تعلن السلطة الفلسطينية رسميّاً موقفها من الانتخابات الأميركية، على اعتبار أنه «أمر داخلي»، لكن في مقر المقاطعة في رام الله يظهر الأمر غير ذلك، وهو ما تخفيه أيضاً «حماس»، التي تقول علناً إن المفاضلة بين المرشحيّن هي بين «السيئ والأسوأ».
وذكرت مصادر مطلعة في رام الله، لـ«الأخبار»، أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس حكومة تسيير الأعمال، سلام فياض، يتمنيان فوز أوباما رغم ميوله الكثيرة ناحية إسرائيل. لكن هذه الميول، بحسب مصادر إعلامية، تأتي لكسب ود الإسرائيليين واللوبي اليهودي المتشدد في الولايات المتحدة.
وأوضحت المصادر أن عباس وفياض، خلال لقائهما أخيراً بأوباما، «سمعا منه أفضل ما سمعا من رئيس أميركي، فقد صرح لهم، طالباً التحفظ على ذلك وعدم ذكره في الإعلام، بأنه مع حق الفلسطينيين في القدس الشرقية، ومع حقهم في دولة مستقرة وسيادية».
من جهته، قال المستشار الرئاسي، نمر حماد، لـ«الأخبار»، إن «السلطة شرحت لأوباما مخاطر تعثر الجهود السلمية في المنطقة، وإن استمرار الاستيطان يعني مقتل عملية السلام». وأوضح أن «السلطة ترى الانتخابات الأميركية شأناً داخلياً، ولا تفضل أحد المرشحين على الآخر، وتتمنى أن يتحمل الرئيس الأميركي المقبل مسؤولياته تجاه الفلسطينيين، وأن يقدم لهم شيئاً من الضغط على إسرائيل».
وفي قطاع غزة، تعتقد حركة «حماس» والحكومة التي تديرها، أن الرئيس المنتظر للولايات المتحدة لن يغير من السياسة الأميركية إزاء التعامل معها، ومع القضايا العربية، في ظل المواقف العلنية الداعمة لدولة الاحتلال.
ورأت «حماس» أن المقارنة بين أوباما وماكاين تندرج في سياق «التفضيل بين السيئ والأسوأ» لجهة سياستهما الخارجية المرتقبة مع قضايا العالم العربي والإسلامي، وتحديداً القضية الفلسطينية، بينما يتفقان في دعمهما غير المحدود للاحتلال الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم حركة «حماس»، فوزي برهوم، إن الحركة «تتابع مجريات الحملة الانتخابية للحزبين الديموقراطي والجمهوري، وما يصدر عن أوباما وماكاين من مواقف تتعلق بالوضع في المنطقة العربية، والقضية الفلسطينية، لاستشراف السياسة الأميركية المقبلة».
ويعتقد برهوم أن سياسة الإدارة الأميركية المقبلة «ستكون امتداداً لسياسة الإدارات الأميركية المتعاقبة، وذلك استناداً إلى ما عبر عنه المرشحان الديموقراطي والجمهوري خلال الحملة الانتخابية، فكلاهما لم يبديا حرصاً على حل القضية الفلسطينية».
ويعتقد المتحدث باسم حكومة «حماس»، طاهر النونو، لـ«الأخبار»، أن الملف الفلسطيني سيدخل في مرحلة «تجميد» بفعل الانتخابات الأميركية، وسخونة الملفات الدولية التي تنتظر الرئيس الأميركي المرتقب.
غير أن أوساطاً في حركة «حماس» ترى تمايزاً بين أوباما وماكاين، لكون الثاني سيدفع بالمنطقة نحو حروب جديدة أو تصعيد في الحال القائمة، بينما لا يبدو أوباما من دعاة اللجوء إلى الحسم العسكري في القضايا الدولية. ووفقاً لهذه الأوساط في أحاديث منفصلة لـ«الأخبار»، فإن «فوز ماكاين يثير مخاوف من إمكان دفع المفاوضات مع الإسرائيليين والضغط على الرئيس محمود عباس للموافقة على اتفاق هزيل ينتقص من الحقوق الوطنية، بينما سيدفع أوباما نحو استقرار المنطقة من دون تركيز وقته وجهده لحل القضية الفلسطينية».
وكما السياسيون، تبدي شريحة كبيرة من أهالي الضفة الغربية اهتمامها بفوز أوباما، وفريق آخر يرى في الاثنين سياسة أميركية واحدة لن تتغير.
وتقول الممرضة ياسمين عمر من مدينة رام الله، لـ«الأخبار»، إن «أوباما أفضل للفلسطينيين، لأنه من أصول أفريقية، ومن فئة مضطهدة، لذلك سيحاول أن يقدم شيئاً أكثر من الجمهوريين للفلسطينيين، ويمكن الاستفادة فلسطينياً من رئاسة أوباما».
ويخالفها الرأي الحاج أبو خالد الجندب من مدينة طولكرم، إذ يرى أن أوباما وماكاين وجهان لعملة واحدة وسياسة واحدة ترفض العرب وتعدّهم «أقزاماً». وأشار إلى أن «ماكاين وأوباما يتنافسان في حملتيهما الانتخابية على التقرب من إسرائيل، وهذا ليس مبشر خير، لأن الحملة الانتخابية تشير بوضوح إلى سياسة الرئيس الأميركي المقبل».