strong>أفغانستان والعراق، حربان خاضتهما إدارة جورج بوش بعد أحداث 9/11، وسبّبتا بانتكاسة قوة الولايات المتحدة وتراجع نفوذها في العالم، فضلاً عن امتعاض داخلي. الجنود هناك صوّتوا، لكن على ما يبدو لمن وعد باستمرارهم في مناطق القتاليوم الانتخابات، كان يوم عمل عادي بالنسبة إلى الجنود الأميركيين في العراق وأفغانستان. لقد أمضى الآلاف منهم يومهم في العمليات العسكرية والمداهمات، وتجديد المعدات العسكرية، وغيرها من الأمور التي تتطلبها الحروب، فيما انتظروا نتائج الانتخابات الرئاسية التي ستلقي نتائجها بظلالها على هاتين الحربين، في المستقبل.
وأدلى الجنود بأصواتهم وسجّلوا غيابهم منذ وقت طويل عبر البريد الإلكتروني. وقال المتحدث باسم فوج الفرسان الثالث في الموصل، غاري دانجيرفيلد، «لا يمكننا أن نتوقف عن القيام بما نفعل، علينا الاستمرار».
وقبل الانطلاق إلى مهماتهم اليومية، سمع الجنود آخر تطورات العملية الانتخابية لاختيار رئيس بلادهم من خلال شاشات عملاقة وُضعت كي تنقل تقارير «سي ان ان». أما البعض الآخر فقد تتبع الأخبار عبر الإنترنت.
وقال الرقيب الأول في الفرقة، لويس روسيدو، «أفضل أن أكون هناك بدلاً من هنا يوم الانتخابات»، مضيفاً «هي أكثر إثارة من الانتخابات السابقة، لم أقدر أن أتابع المعركة عن كثب، شاهدت فقط التلفزيون عندما كنت هنا، لقد كنت مشغولاً».
زميله الرقيب جيمس فولير، مدح الجيش لأنه شجع الجنود على التصويت وساعدهم في التصويت الغيابي. وقال إنه صوّت لباراك أوباما، مشيراً إلى أنّ تسعة جنود كانوا معه «قالوا إنهم يريدون جون ماكاين أن يربح». وقال إن «الجميع ينتظرون ماكاين»، مضيفاً «لكنني أعتقد بأن الوقت حان للتغيير وأوباما وعد بذلك، على الأقل لقد حدد موعداً للانسحاب».
وأكّد جندي آخر أنه أياً يكن الفائز، فإنه من المؤكد أن الولايات المتحدة ستقدر على التخلص من مشاكلها. أما زميل له فلفت إلى أنّ الكثير من الجنود الصغار دعموا خطة أوباما بشأن العراق، «لكننا جميعاً لدينا التزامات تجاه جيشنا وبلدنا».
ووعد المرشح الديموقراطي بسحب قوات الاحتلال من العراق في غضون 16 شهراً، في المقابل وعد المرشح الجمهوري بمتابعة الحرب حتى الانتصار، معتبراً أن الاستراتيجية العسكرية في بلاد الرافدين قد نجحت.
وفي أفغانستان، قال الجندي، جوشوا فرانك، إن الوقت حان لرئيس جديد «نحتاج لبعض التغيير، شخصاً شاباً، وبداية جديدة ستكون جديدة»، فيما قال زميله «هناك أشياء سيئة وأخرى جيدة في كلا المرشحين، من المؤسف أنهما لا يستطيعان أن يعملا معاً»، مضيفاً «الأشياء لن تتغير هنا (أفغانستان) بين الآن وحين نعود إلى بلادنا».
ورأى جندي في العراق أنّ الأشياء لن تتغير كثيراً في العراق بغضّ النظر عمن سيربح، قائلاً «لن تتغير الأشياء حقاً في العراق بهذا القدر».
وبحسب تشابه برنامج المرشحين في ما يتعلق بالحرب في أفغانستان، فإنه من شبه المؤكّد أن أفغانستان والمناطق القبلية الباكستانية، ستكونان في صلب الحروب الأميركية المقبلة.
(أ ب)